متابعة..، للرسالة التفصيلية الخاصة، التي توصلت بها أنباء إكسبريس، من طرف صحراوي شاهد عيان “سابقة.. القضاء الجزائري لا يعترف بجبهة البولساريو” بخصوص محاكمة 17 صحراوي من البوليساريو، تم توقيفهم بسبب تهريب مادة الزيت الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية للمحتجزين في مخيمات العار و الذل، وقامت السلطات الأمنية الجزائرية، يوم الخميس الماضي، من حجز و توقيف أكثر من 20 سيارة تابعة لقيادة البوليساريو، من نوع “تيوتا، نسيان، لاندروفير” محملة بالمساعدات الإنسانية الغذائية التي تمنحها المنظمات الإنسانية للمحتجزين مجانا، من أجل الإتجار فيها وبيعها في السوق السوداء، بتواطؤ مع ضباط عسكريين، يتاجرون في القضايا الإنسانية.
و هذا دليل قاطع على خروقات النظام العسكري الجزائري، الذي يعمل على إحتجاز الصحراويين بمخيمات العار و الذل و استغلالهم، حتى أصبحت معاناة المحتجزين في تندوف “سجل تجاري” يسترزق به من طرف قادة البوليساريو.
كما أشرنا سابقا، هناك عدد كبير من المسؤولين النزهاء في الجهاز القضائي الجزائري يرفضون بشكل قاطع إستمرار هذا الوضع الكارثي و المفتعل، من أجل المتاجرة في الإنسانية قرابة 50 سنة.
بعد هذا الحادث، الذي كان لأنباء إكسبريس السبق في تناوله على المستوى الوطني و الإقليمي، تشهد الآن مخيمات تندوف غليانا غير مسبوق بسبب إعتقال الأمن الجزائري، 17 شخص من البوليساريو، ووجهت لهم تهم التهريب والحكم على كل واحد منهم بعقوبة عامين حبس نافذة مع غرامة تقدر ب 3 ملايين دج (300 مليون نستيم) وأهم المواد المهربة مادة الزيت..، فرغم وجود الحزام الرملي المعزز بالأسلحة، يمنع من الخروج أو إخراج أي شيء من المخيمات إلا بتراخيص صادرة عن النظام العسكري الجزائري، وهذا دليل قاطع على التنسيق المباشر بين قادة البوليساريو و ضباط العسكر، بهدف تهريب المساعدات الغذائية و بيعها.
إلا أن الأمن و القضاء الجزائري كان له رأي آخر و هو الإعتقال و تنفيذ الحكم.
مما سبب ذلك في تنظيم وقفات إحتجاجية في تندوف من طرف عائلات المعتقلين، تندد بهذا الخناق و الحصار المفروض عليهم منذ سنين، كما أفاد أحد الصحراويين بمخيمات تندوف ” الوضع صعب جدا، هنا، يعيش المحتجزون بمخيمات تندوف، حياة الذل و العبيد، ليست هنا أي معايير للحياة الكريمة، فقط الجوع و العطش و الفساد “.
و هذا ما يؤكده عدد من التقارير الدولية، التي وصفت مخيمات تندوف بالوضع الصعب للعيش فيها، و عن تورط قيادات الجبهة في نهب المساعدات المخصصة للسكان بتواطؤ مع مسؤولين عسكريين.
و من المرتقب أن تنظم ساكنة المخيمات مسيرات متواصلة، في تندوف و مطالبة الرأي العام الدولي من أجل الوقوف معها في هذه المحنة التي طال أمدها.