قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في إحاطة أمام مجلس الأمن يوم 14 أبريل 2025، إن الأشهر الثلاثة المقبلة تمثل “فرصة استراتيجية غير مسبوقة” لإحياء مسار التسوية السياسية لقضية الصحراء المغربية، داعياً إلى الاستفادة من الدينامية الجديدة قبل انعقاد جلسة المجلس في أكتوبر المقبل.
وأوضح دي ميستورا أن زيارته الأخيرة إلى المنطقة شملت الرباط، نواكشوط، تندوف والجزائر، حيث التقى مسؤولين مغاربة وصحراويين وجزائريين، إلى جانب مسؤولين موريتانيين، غير أنه لم يلمس أي مرونة جديدة في مواقف الأطراف.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية جدّدت خلال زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها “جادة وذات مصداقية”، وأعلنت عن نية الإدارة الأمريكية الانخراط المباشر في تسهيل حل متفق عليه للنزاع، بتنسيق مع الأمم المتحدة.
في المقابل، لفت دي ميستورا إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر في 6 أبريل، معتبراً أن تحركات كل من باريس وواشنطن تعكس اهتماماً دولياً متجدداً، لكنه أشار أيضاً إلى استمرار التوتر الحاد بين المغرب والجزائر، ما يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرقل جهود الحل.
على الصعيد الإنساني، أعرب المبعوث الأممي عن قلقه العميق من تقليص الحصص الغذائية في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، محذّراً من احتمال توقفها تماماً خلال الصيف إذا لم يُوفّر تمويل جديد.
كما شدد على ضرورة إشراك النساء الصحراويات في العملية السياسية، مستشهداً بشهادة مؤثرة لشابة من المخيمات عبّرت عن حلمها برؤية “الوطن” قبل أن تُدفن.
وفي ختام إحاطته، دعا دي ميستورا مجلس الأمن إلى اغتنام اللحظة الحالية لإطلاق خريطة طريق جديدة نحو حل نهائي ومتفق عليه للنزاع، مؤكداً تمسكه بمهمته وبدعم الأمين العام للأمم المتحدة.



