أعلن قطاع الطيران الإسباني عن أزمة جديدة بعدما قررت شركة “رايان إير”، الأولى عالمياً في مجال الرحلات منخفضة التكلفة، تقليص عملياتها بشكل واسع في إسبانيا، مع إلغاء مليوني مقعد سنوياً ونقلها إلى وجهات بديلة أبرزها المغرب وإيطاليا وكرواتيا وألبانيا.
وأكدت الشركة الأيرلندية أنها ستغلق قاعدتها في سانتياغو مطلع يناير 2026، وستعلق جميع رحلاتها نحو فيغو وشمال تينيريفي ابتداءً من شتاء هذا العام، مع الإبقاء على إغلاق قواعد بلد الوليد وخيريث، إضافة إلى تقليص نشاطها في أستورياس وسانتاندير وسرقسطة وجزر الكناري.
وبذلك، ستفقد إسبانيا نحو 36 خطاً مباشراً وتخسر مليون مقعد خلال موسم الشتاء وحده، أي ما يعادل 16% من طاقتها الاستيعابية.
وعزا الرئيس التنفيذي للشركة، إدي ويلسون، القرار إلى “الرسوم المفرطة وغير التنافسية” التي تفرضها شركة Aena المشغلة للمطارات الإسبانية، مشدداً على أن هذه السياسة “تضر بالمطارات الإقليمية الهشة” وتؤدي إلى “فقدان الاستثمارات وضعف الربط الجوي وتراجع السياحة وفرص العمل”.
وأضاف أن مطارات إسبانيا الإقليمية أصبحت “غير تنافسية بشكل ميؤوس منه”، مقارنة بدول مثل المغرب وإيطاليا وكرواتيا وألبانيا التي خفضت تكاليف الوصول في مطاراتها الإقليمية لجذب حركة الطيران وتعزيز السياحة.
وبحسب الشركة، فإن إغلاق قاعدة سانتياغو وحدها يعني خسارة استثمار بقيمة 200 مليون دولار في منطقة غاليسيا.
أما على المستوى الوطني، فسيترتب على القرار فقدان جزء مهم من الربط الجوي بين الأقاليم الإسبانية والأسواق الخارجية، مقابل تعزيز الوجهات المنافسة في الضفة الجنوبية للمتوسط.