بدل من أن تعمل الحكومة المغربية برئاسة عزيز اخنوش، بشكل مستعجل، على تحضير دراسة معمقة للتقييم والتقويم، وإجراء حوار مفتوح مع جميع الأطراف للمراجعة وتحقيق الأمن الغذائي، في ظل الأزمات الخانقة التي تضرب القطاع الفلاحي جراء الجفاف.
وعوض إيجاد حلول جذرية ومقنعة لمشاكل القطاع الفلاحي، مثل نقص المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج قامت الحكومة بشكل صادم تخصيص ميزانية ضخمة للاشهار.
حيث كشفت مصادر مطلعة، بأن وكالة التنمية الفلاحية “ADA” خصص ميزانية كبيرة وصادمة بلغت أكثر من 659 مليون سنتيم لحملة إشهارية تمتد على مدى 18 شهرًا للترويج لاستراتيجية “الجيل الأخضر”.
هذه الخطوة التي كانت صادمة للجميع، وخصوصا عند أصحاب القطاع الفلاحي، الذين يعتبرون هذا الأمر هو إهدار للمال العام.
وللإشارة، قطاع الاشهار، هو مهم لكن مع الترشيد حسب الأولويات، في إطار الحكامة والشفافية في توزيعه حسب قواعد ضابطة وعادلة.
وحسب المعطيات تهدف هذه الحملة الاشهارية، إلى إنجاز مقالات صحفية، وبث إعلانات تلفزيونية وإذاعية، إضافة إلى استقطاب متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق المؤثرين.
وقد أكدت عدة أطراف مهنية في قطاع الفلاحة، بأن هذه الدعاية هي فقط محاولة من أجل تلميع صورة المؤسسة الفلاحية، وربح الوقت في ظل مايعيشه الفلاح المغربي من معاناة، جراء الجفاف الذي ضرب المغرب منذ سنوات، مؤكدين بأن هذه الحملة الاشهارية لا تخدم سوى مصالح ضيقة و خاصة.
فإن القطاع الفلاحة يحتاج بشكل قوي إلى سياسات واضحة وإجراءات ملموسة تُخرج الفلاح من دائرة المعاناة اليومية، التي يعيشها في صمت.
كما أن المغرب، يشهد الغلاء المصطنع وأزمات خانقة، وقد وصل عدد الشباب بدون دراسة ولا عمل إلى رقم مهول أكثر من 4,3 مليون شاب، وكذلك هناك احتقار متقاعدي الجيش بتقاعد مهين وسكن مهين وبدون خدمات.
بالإضافة لا توجد برامج حقيقية لتعزيز وتشغيل الشباب وحاملي الشهادات، وكذلك لا توجد برامج الإدماج، وبرامج التأهيل، وبرامج التحفيز المشجعة.
وجدير بالذكر، فقد استلهم مخطط، “الجيل الأخضر 2020 – 2030″، الذي عرض أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في فبراير 2020، من التوجيهات السامية لصاحب الجلالة والمتضمنة في الخطاب الملكي لجلالته يوم 12 أكتوبر 2018.
وهذه مقتطفات من الخطاب الملكي السامي بتاريخ 12 أكتوبر 2018 حيث قال جلالة الملك محمد السادس:
– «إن القطاع الفلاحي يمكن أن يشكل خزانا أكثر دينامية للتشغيل، ولتحسين ظروف العيش والاستقرار بالعالم القروي».
– «لذا ندعو لتعزيز المكاسب المحققة في الميدان الفلاحي، وخلق المزيد من فرص الشغل والدخل، وخاصة لفائدة الشباب القروي»
– «غايتنا انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية».
– «لذا نوجه الحكومة لبلورة آليات مبتكرة لمواصلة تحفيز الفلاحين على المزيد من الانخراط في تجمعات وتعاونيات فلاحية منتجة ومتابعة تكوين في المجال الفلاحي».