وفق مصادر إعلامية جزائرية تم تداول نبأ اعتقال المؤثر “أنس تينا” بعد نشره مقطع فيديو ينتقد فيه تركيز التلفزيون العمومي الجزائري المستمر على أخبار المغرب، على حساب القضايا الحقيقية التي تهم المواطن الجزائري.
حيث أن المؤثر الجزائري تساءل بوضوح: ما فائدة أخبار لا تمس واقع الجزائريين؟ ولماذا يُقصى الحديث عن مشاكل الداخل، بينما يُضخ خطاب خارجي لا يخدم إلا أجندة النظام؟
سؤال مشروع، لكن الجواب جاء على طريقة الأنظمة المغلقة: الاعتقال بدل النقاش، والقمع بدل الإصلاح.
هذا الاعتقال، إذا ثبت رسميًا، فإنه يمثّل انتهاكًا صريحًا لحرية الرأي والتعبير، إذ لم يتجاوز أنس تينا حدود النقد السلمي حين سأل الإعلام الرسمي عن الأولويات الحقيقية للمواطنين الجزائريين.
فقد أبرز في الفيديو المشاكل اليومية التي يعيشها الجزائريون، مثل غياب عجلات السيارات في الأسواق، ارتفاع الأسعار، وندرة المواد الأساسية والطبية، مطالبًا الإعلام بالحديث عن تلك القضايا بدل التركيز على سياسات خارجية لا تعني المواطن في شيء.
المصادر الجزائرية التي تداولت القضية أشارت إلى أن انتقاد “أنس تينا” للمحتوى الإعلامي الرسمي أثار جدلاً واسعًا وسط رواد منصات التواصل، لكن بدلاً من فتح حوار حول تلك الانتقادات، واجه الناشط ملاحقة قانونية واعتقالًا.
إن هذا التصرف يعكس سياسة القمع والتضييق على الأصوات الحرة في الجزائر، ويُظهر خطراً حقيقياً يهدد حرية التعبير عندما يُستبدل الاعتقال بالحوار، والقمع بالاستماع.
وجدير بالذكر، فإن قضية أنس تينا ليست مجرد حدث فردي، بل رمز لصراع أوسع من أجل حرية الرأي والتعبير في الجزائر.
إسكات الأصوات الناقدة بشكل مستمر في الجزائر لن يخفي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المواطن الجزائري، بل سيزيد من الاحتقان ويُفقد الإعلام مصداقيته أمام الجمهور.
وللإشارة، إن ما تعرض له أنس تينا يندرج ضمن سلسلة متواصلة من التضييق على الأصوات الحرة في الجزائر، ويؤكد أن حرية التعبير هناك ما تزال خطاً أحمر حين تقترب من الإعلام الرسمي للنظام العسكري المتحكم أو تكشف اختلالات الواقع، وهناك نماذج عديدة..
اليوم يُعتقل صوت واحد.. وغداً قد يُسكت السؤال نفسه.
شاهد فيديو انس تينا ينتقد فيه الإعلام الجزائري




