في ظل التوجيهات الملكية السامية التي أولت اهتماماً بالغاً بدور المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية، برزت على الساحة الوطنية نماذج جمعوية ناجحة جسّدت هذه الرؤية، ومن بينها جمعية مكونة لرعاية الأيتام وإدماج الأشخاص في وضعية صعبة، التي أثبتت ريادتها في مجال العمل الخيري والاجتماعي جنوب شرق المملكة.
هذه الجمعية، التي تتخذ من مدينة قلعة مكونة الجبلية مقراً لها، تميزت بروح المبادرة والتضحية، وسعت جاهدة لتحقيق أهداف نبيلة تمثلت في رعاية الأيتام، ودعم الفئات الهشة، وتنظيم القوافل الطبية الجراحية، خصوصاً في المناطق النائية والمحرومة، في شراكة فعالة مع مستشفيات القرب بالمدن ومع هيئات وطنية ودولية.
وفي تصريح خاص لموقع أنباء إكسبريس، قال رئيس الجمعية الدكتور خالد أملوك: “الجمعية حملت على عاتقها مسؤولية نبيلة تتجلى في رعاية الأيتام، وإدماج الأشخاص في وضعية صعبة، إضافة إلى تقريب الخدمات الطبية من المناطق المهمشة، من أجل فك العزلة وتحقيق العلاج للجميع، وذلك في إطار تعميم الرعاية الصحية وتعزيز العدالة الاجتماعية”.

من العمل الخيري إلى المبادرة التنموية
وقد حرصت الجمعية على تنويع تدخلاتها وفق الحاجيات المحلية، من خلال:
– تنظيم قوافل طبية وجراحية تستهدف المناطق المعزولة بشراكة مع أطر صحية ومستشفيات محلية.
– توزيع مساعدات غذائية خلال شهر رمضان ومدرسية على الأسر المعوزة.
– تقديم دعم نفسي واجتماعي للأيتام لضمان اندماجهم السليم في المجتمع.
– إدخال سيارات إسعاف مجهزة وُضعت رهن إشارة الساكنة لتيسير الولوج إلى الخدمات الصحية.
رغم الإنجازات المهمة، هناك تحديات مستمرة وإكراهات قائمة، حيث أشار رئيس الجمعية إلى أن هناك العديد من الإكراهات التي تعرقل مواصلة هذه الدينامية، أبرزها ضعف الدعم المالي، وغياب الدعم المؤسساتي المستدام، مما يتطلب التفاتة قوية من الدولة وشركائها لتعزيز هذه التجربة الرائدة.
رؤية ملكية داعمة.. وجمعيات في قلب التنمية
جدير بالذكر، تتوافق تجربة جمعية قلعة مكونة مع الرؤية الملكية التي تعتبر المجتمع المدني شريكاً أساسياً في التنمية، حيث تنص على:
– دعم مالي وتقني للجمعيات من أجل تقوية قدراتها.
– تشجيع المشاركة المدنية في اتخاذ القرار العمومي.
– تعزيز الشراكة الثلاثية بين القطاع العام، الخاص، والمجتمع المدني.
– تمكين الشباب والنساء من خلال مبادرات ميدانية.
– دعم منظمات التكفل التي ترعى الأيتام، وذوي الإعاقة، وكبار السن.
في المحصلة، تؤكد جمعية قلعة مكونة أن العمل الجمعوي عندما يكون متجرداً ونابعاً من حس إنساني عميق، يصبح قوة تغيير حقيقية على الأرض، وجسراً نحو مجتمع متماسك وشامل لا يُقصي أحداً.
في الختام، تمثل جمعية قلعة مكونة نموذجاً حياً لعمل جمعوي نبيل يتجاوز الإحسان إلى المساهمة الفعلية في التنمية المحلية، ويجسد الرؤية الملكية في إشراك المجتمع المدني في تحقيق العدالة الاجتماعية.
ورغم التحديات، يبقى الأمل قائماً في مزيد من الدعم والاعتراف بهذه المبادرات الإنسانية الرائدة.

نعم هده حقيقة يجب الاعتراف بها ولا يمكن لاحد ان يكرها انها جمعية تتجسد فيها كل روح التضتامن والتأزر اوستهدفت كل الفئات الهشة