بعدما إقتنع الإبن بما أخبرته به والدته بخصوص الضيعة، شعر بأن والدته إنتابها قلق مما أخبرها به كونه سيشتري ضيعة بالديار الفرنسية، فدار بينهما حوار ثاني كالآتي:
الإبن: أماه شعرت أنك قلقة مما أخبرتك به ؟
الأم: صدقا و حقا أقول نعم
الإبن: لم تسأليني يا أماه عن السبب
الأم: فما هو الدافع يا إبني لهذا الاختيار ؟
الإبن: أماه انت تعلمين بأن أولادي ولدوا بالمهجر بفرنسا باريس حيث أقيم..
الأم: نعم أعرف هذا يا بني
الإبن: أماه ما لا تعرفينه أن أولادي تطبعوا بطباع جيلهم من الشباب الفرنسي، فهم يعشقون المرح و حب المغامرة و يحبون السفر..
الأم: كل الأولاد يحبون هذا فأين المشكل يا بني ؟
الإبن: أماه نحن المهاجرون في بلد المهجر بعد بلوغ الأولاد لسن الثامنة عشرة لا تصبح لنا عليهم سلطة فهم يصبحون أحرارا في كل تصرفاتهم، و لا ينفع معهم التسلط و إنما الأمور تدار معهم بالحوار و الإقناع فقط
الأم: و أين المشكل يا بني ؟
الإبن: يا أماه أولادي ضجروا مما عاشوه أثناء حضورهم للمغرب، بمجرد وصولهم لا يسمعون سوى أن قريبتهم فلانة متخاصمة مع أختها فلانة و خالهم فلان قاطع شقيقه فلان بسبب إرث ورثوه عن والدهما، و إذا أرادوا الحصول على وثيقة يتطلب الأمر منهم وقتا طويلا و مساطر معقدة، فقرروا فيما بينهم أن لا يجعلوا وجهتهم في كل عطلة نحو بلدهم المغرب..
الأم: يا بني ألا ترى بأنهم سيحرموننا من صلة الرحم معهم؟
الإبن: يا أماه سبق و أخبرتك بأنهم الآن أصبحوا راشدين و أي صراع بيني و بينهم سيجعلني أفقدهم، لذا قررت أن أشتري ضيعة بفرنسا حتى يتسنى لي الحفاظ على وحدتنا وأضمن حضورهم بين الفينة و الأخرى لقضاء عطل و نهايات أسبوع سوية
الأم: الآن فهمت قصدك يا بني
الإبن: هذه ضريبة الهجرة يا أماه
الإبن: أعدك يا أماه أن أبذل جهدي لجعلهم يزورون بلدهم كلما أتيحت الفرصة لذلك، كنت أتمنى لو أن مسؤولي وطننا يعملوا كما فعلت و تفعل دولة تركيا بتحبيب دول العالم لزيارة بلدهم من خلال التشجيع على السياحة بأثمنة جد مناسبة و بإشهارات تحفيزية و نحن في وطننا المغرب لنا من المؤهلات الكثير، جبال و سهول و بحار و مناطق غابوية ذات روعة و مناطق صحراوية و مآثر ضاربة في أعماق التاريخ..
الأم: بالفعل يا بني نتمنى يا بني أن يتحقق ذلك في أقرب الآجال
الإبن: يا أماه و في إنتظار تحقيق ذلك فأنت مدعوة لزيارتنا في ضيعتنا الجديدة و سنضمن لمة عائلية هناك