الشأن الإسبانيسياسة
أخر الأخبار

تحركات عسكرية إسبانية في سبتة ومليلية تعيد إشعال النقاش في المغرب.. روتين أم رسائل مبطنة؟

وتشير المعطيات المتداولة إلى أن نحو ثلاثة آلاف جندي إسباني يتناوبون على مهام الحراسة والمراقبة على مدار الساعة داخل الثغرين المحتلين..

أعادت الأنشطة الميدانية التي نفذتها وحدات الجيش الإسباني مؤخراً في سبتة ومليلية المحتلتين تسليط الضوء على المشهد الحدودي الحساس بين الرباط ومدريد، في وقت تتعامل فيه الأوساط المغربية مع التطورات بقدر كبير من اليقظة.

مصادر إعلامية في إسبانيا أفادت بأن عناصر من المجموعتين التكتيكيتين RING 7 في سبتة وRAMIX 32 في مليلية نفذت خلال الأيام الماضية جولات ميدانية وصفت بـ”الروتينية”، شملت إظهار الحضور العسكري، مراقبة النقاط الحيوية، والقيام بعمليات ردع محدودة بهدف تأكيد الجاهزية وتأمين محيط المدينتين.

ورغم توصيف التحركات بأنها جزء من المهام الدورية، إلا أن توقيتها يثير تساؤلات داخل المغرب حول ما إذا كانت مجرد إجراءات أمنية اعتيادية أم تعبيراً عن رسائل سياسية في منطقة تعرف تاريخياً بحساسيتها العسكرية.

فالمشهد يعيد إلى الأذهان واقعة ماي 2021، حين شهدت سبتة تدفقاً غير مسبوق لآلاف المهاجرين إثر توتر دبلوماسي حاد بين الرباط ومدريد.

ويرى مراقبون أن النشاط العسكري الجديد يسلط الضوء على معادلة معقدة تحكم العلاقة بين البلدين، خاصة في ظل تمسك المغرب بموقفه الثابت الرافض للوضع القانوني الذي تفرضه إسبانيا على المدينتين والجزر المجاورة، واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من السيادة الوطنية.

وتشير المعطيات المتداولة إلى أن نحو ثلاثة آلاف جندي إسباني يتناوبون على مهام الحراسة والمراقبة على مدار الساعة داخل الثغرين المحتلين، مدعومين بدوريات بحرية أبرزها السفينة الحربية “فيغيا”، التي تقوم بمراقبة المناطق البحرية المحاذية لجزر تشدد الرباط على انتمائها الترابي لها.

وفي ظل هذا السياق المتوتر بطبيعته، تبرز التحركات الأخيرة كعامل جديد في معادلة دقيقة تحكمها الحساسيات التاريخية والسياسية، إذ تخشى الرباط من أن تتحول أي خطوة ميدانية إسبانية إلى إشارة قد تفهم كمساس بالسيادة، فيما تحرص مدريد على إظهار جاهزيتها دون إثارة أزمة جديدة.

وبين القراءة الأمنية الصرفة والتأويل السياسي، تبقى هذه التطورات محل متابعة يومية داخل المغرب، تعبيراً عن يقظة شعبية ورسمية تجاه ملف لا يزال مفتوحاً منذ قرون.

https://anbaaexpress.ma/aiyn7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى