آراءمغاربة العالم

الاحتفاء بالمغاربة المقيمين بالخارج.. في يومهم الوطني دعوة جلالة الملك للجدية في العمل من أجل التنمية المستدامة

بقلم: عبد الخالق حسيني

يحل العاشر من غشت كل عام وهو يوم الوطني للمهاجر في المملكة المغربية، مُبرزًا فرصة للمجتمع للاحتفاء بالمغاربة المقيمين بالخارج وتقدير تضحياتهم وإسهاماتهم القيمة في تعزيز اقتصاد وثقافة الوطن.

ليس هذا اليوم مجرد مميز في التقويم، بل هو عبارة عن منصة تعبّر عن الروابط الوثيقة بين المملكة وجاليتها المنتشرة عبر البلاد والعالم.

تعتبر التحويلات المالية من المغاربة المقيمين في الخارج أحد أهم المصادر التي تساهم في تعزيز الاقتصاد المغربي.

فهذه التحويلات تعتبر مصدرًا رئيسيًا للعملة الأجنبية، وتعزز استقرار الاقتصاد وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وتشير توقعات بنك المغرب إلى أن إجمالي التحويلات المالية من المغاربة ستتجاوز توقعاتها في عام 2023، حيث من المتوقع أن تصل إلى 114.7 مليار درهم.

هذا النمو المستدام في التحويلات المالية يعكس الارتفاع المستمر في الإسهامات المالية للجالية المغربية المقيمة بالخارج.

يعد اليوم الوطني للمهاجر فرصة قيّمة لتكريم المساهمات القيّمة والهوية الوطنية لأعضاء الجالية المغربية.

والمساهمات القيمة للمهاجرين أمر لا يمكن تجاهله. فهم يجلبون معهم مهارات وخبرات جديدة إلى البلدان التي ينتقلون إليها، ويساهمون في تعزيز الاقتصاد والتنمية، بالإضافة إلى الثقافة والفن والعلوم.

يعمل المهاجرون في مجالات متنوعة مثل الطب والهندسة والتكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي، ويساهمون بشكل كبير في التقدم والابتكار بالإضافة إلى المساهمات الاقتصادية والثقافية، يواصل المهاجرون الاحتفاظ بروابطهم و بأصولهم وهويتهم الوطنية، يحافظون على لغتهم وتقاليدهم وقيمهم، وينقلونها إلى الأجيال القادمة.

يعتبر ذلك الجسر الذي يربط بين البلد الأصلي والبلد الجديد، ويسهم في تعزيز التفاهم والتعايش الثقافي بين الشعوب.

تعد الجالية المغربية في الخارج جزءًا لا يتجزأ من هوية المغرب الوطنية، وتمثل مصدرًا هامًا للثقافة والتنمية والتعاون الاقتصادي. وفي هذا السياق، جاءت دعوة جلالة الملك محمد السادس لتعزيز الجدية والتفاني في العمل في وقت مناسب وحاسم.

فالمؤسسات والهيئات المعنية بالجالية المغربية في الخارج بحاجة ماسة إلى تطبيق هذه القيم في جميع جوانبها، لتحقيق التنمية المستدامة والإسهام الفعّال في بناء المستقبل.

من خلال تبني مفهوم الجدية والتفاني، يمكن تعزيز التنسيق وتعزيز التواصل بين هذه المؤسسات وأفراد المجتمع. وبذلك يتم توفير الخدمات والدعم المناسب للاحتياجات المختلفة للمغاربة المقيمين في الخارج.

تأتي تحدياتنا الكبيرة في سياق يتطلب منا تضافر الجهود وتحسين الفاعلية في كل المجالات.

إن دعوة جلالة الملك لتعزيز الجدية والتفاني في العمل تجسّد رؤيته الحكيمة لتحقيق تنمية مستدامة، حيث يجب على المؤسسات والفاعلين في مجال جاليتنا أن يكونوا على استعداد للتكيف مع تلك التحديات وتحقيق الأهداف بشكل فعّال.

في ظل التغيرات السريعة والتقدم المستمر في العالم، يجب أن نكون جميعًا جزءًا من هذه المسيرة نحو التقدم.

إن النجاح في تحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الروابط بين المغاربة في الداخل والمغاربة في الخارج يتطلب نهجًا شاملاً قائمًا على الشفافية والتفاهم المتبادل.

ومن هذا المنطلق، يتطلب أن ننظر إلى المهاجرين المغاربة كموروث حضاري حي وثروة للمغرب، فهم يمثلون روابط الوطن وأبنائه المغتربين بقوة، ويعززون الروابط القوية والتواصل المستمر بين الداخل والخارج.

إن مساهمات المغاربة المقيمين في الخارج تجسد قيم الجدية والتفاني والإبداع في مجالات عديدة مثل الاقتصاد والثقافة والتعليم والعلوم. إنهم يعملون بجد لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل مشرق للمملكة.

فمن الضروري أن نعزز التواصل والتفاهم بين المغاربة في الداخل والمغاربة في الخارج، وذلك من خلال تعزيز الشفافية وتبادل المعلومات والخبرات.

أعتقد أن مناسبة اليوم الوطني للمهاجر تذكرنا جميعًا بأهمية تعزيز التواصل وبناء روابط قوية مع أبناء الجالية بالمهجر. نأمل أن يستمر هذا اليوم في تعزيز وعي الشباب بأهمية الانتماء والتفاعل مع قضايا وتحديات وطنهم. كما يجب تقدير جهود هم ودعمهم في تحقيق طموحاتهم وتحريك عجلة التنمية والابتكار في الوطن.

في الختام، يجب أن نعمل سويًا لتعزيز الروابط العائلية والثقافية والاقتصادية مع مغاربة العالم، وتوفير الدعم اللازم لهم للمساهمة بفاعلية في تطوير الوطن وتعزيز العلاقات الثنائية وبناء مستقبل واعد ومشرق للمملكة.

* أستاذ محاضر وباحث في علوم الهجرة ورئيس الائتلاف الجمعوي لتنمية المغرب الشرقي بأوروبا

https://anbaaexpress.ma/a694k

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى