وصلت وفد دبلوماسي إيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، اليوم السبت 12 أبريل، إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء محادثات غير مباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في خطوة جديدة تهدف إلى إعادة إحياء مفاوضات الملف النووي الإيراني، وسط تصاعد حاد في التوترات الجيوسياسية.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن اللقاء يعكس محاولة دبلوماسية جديدة لفتح قنوات تفاهم في لحظة إقليمية حرجة. وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في منشور على منصة “إكس”، أن طهران “مصمّمة على استخدام كافة الوسائل الممكنة لحماية السيادة والمصالح الوطنية”.
التحركات تأتي بعد تصعيد في اللهجة السياسية بين طهران وواشنطن، في أعقاب إنذار وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران، منحها خلاله مهلة شهرين لقبول اتفاق نووي جديد، مهددًا باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت المفاوضات.
ورغم أن إيران تصرّ على الطابع غير المباشر للمحادثات، عبر وساطة عمانية، لم تستبعد واشنطن احتمال فتح قناة مباشرة مستقبلًا، ما يثير اهتمام المجتمع الدولي الذي يراقب بحذر هذا التحول المحتمل في المشهد الدبلوماسي بين الطرفين، خاصة وأن لقاءً مباشرًا إذا تم سيكون الأول منذ أكثر من عقد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تنذر فيه التهديدات المتبادلة بانفجار إقليمي واسع، إذ حذّرت طهران من أن أي هجوم أمريكي قد يشعل صراعًا واسع النطاق في الشرق الأوسط، بينما تصر واشنطن على ضرورة الحصول على ضمانات صارمة بشأن تقليص أو وقف البرنامج النووي الإيراني.
رغم اتساع هوة الخلافات، إلا أن جلوس الطرفين، وإن كان عبر وسطاء، يفتح بصيص أمل في ظل ضبابية المشهد الإقليمي، ويُعد اختبارًا حقيقيًا لإمكانية عودة لغة الحوار في وجه لغة التصعيد.