أعلنت لجنة نوبل النرويجية، الجمعة، فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرًا لدورها في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا وجهودها في تحقيق انتقال سلمي من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية.
وأوضحت اللجنة في بيانها أن اختيار ماتشادو جاء “تكريمًا لشجاعة المدافعين عن الحرية الذين يقاومون الطغيان ويطالبون بحقوق شعوبهم”، مؤكدة أن عملها يمثل نموذجًا ملهمًا للنضال السلمي في واحدة من أكثر البيئات السياسية قمعًا في أميركا اللاتينية.
وقد شكّل القرار خيبة أمل للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان يأمل في نيل الجائزة مستندًا إلى ما وصفه بـ“جهوده غير المسبوقة في إنهاء النزاعات حول العالم”، خصوصًا دوره في وقف الحرب في غزة.
ورأى خبراء أن فرص ترامب كانت محدودة منذ البداية لأن لجنة نوبل لا تكافئ المبادرات الآنية بل تركز على الأثر الإنساني والدبلوماسي المستدام.
وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قال ترامب: “أنا الوحيد في التاريخ الذي أوقف ثماني حروب خلال تسعة أشهر.
لم أفعل ذلك من أجل الجائزة، بل من أجل إنقاذ الأرواح”، مضيفًا انتقادًا حادًا للرئيس الأسبق باراك أوباما الذي حصل على الجائزة عام 2009 قائلاً إنه “لم يفعل شيئًا سوى تدمير البلد”.

صحيفة “ذا تايمز” البريطانية كشفت أن إدارة ترامب قادت حملة ضغط قوية وُصفت بـ“العدوانية وغير المسبوقة” على لجنة نوبل في محاولة للتأثير على القرار، إلا أن اللجنة كانت قد حسمت اختيارها مطلع الأسبوع الماضي، أي قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي حاول ترامب تسويقه كإنجاز سلام تاريخي.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم معهد نوبل، إريك آسهيم، أن اللجنة “لم تأخذ التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط ضمن الاعتبار”، مشيرًا إلى أن معايير الجائزة تعتمد على التأثير طويل الأمد لا على المكاسب السياسية المؤقتة.
من جانبها، رحبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بفوز ماتشادو، مؤكدة أن الجائزة “تعكس تطلعات الشعب الفنزويلي إلى انتخابات حرة ونزيهة واحترام الحقوق المدنية والسياسية وسيادة القانون”، بحسب المتحدث باسمها ثمين الخيطان.
ومن المقرر تسليم الجائزة رسميًا في العاشر من ديسمبر المقبل في العاصمة النرويجية أوسلو، تزامنًا مع ذكرى وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 1.2 مليون دولار).
وقد ضمت القائمة القصيرة هذا العام أسماء بارزة مثل يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، ووكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب مبادرات إنسانية عاملة في السودان.
وبرغم الجدل الذي أحاط بالجائزة هذا العام، فإن لجنة نوبل وجهت برسالتها اختيارًا واضحًا: “الحرية والديمقراطية لا تُمنحان، بل تُنتزعان بشجاعة الشعوب”.




