سعيد الجديدي
يتساءل المراقبون في الجزائر وفي العالم بشكل عام عن أسباب التصعيد المفاجئ للنظام العسكري الجزائري ضد المغرب، واختيار أداة أخرى لزعزعة الاستقرار في حين أن ميلشيا البوليساريو لم تحقق أيا من أهداف النظام العسكري الحاكم في البلاد منذ نصف قرن.
لفهم ذلك، ليس عليك أن تذهب بعيداً، مباشرة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المغرب، وقبل كل شيء، الإعلان اللاحق عن تسليم باريس لآلاف الوثائق المتعلقة بترسيم الحدود التي أدت إلى بتر مناطق واسعة من المغرب وضمها إليها في الجزائر الفرنسية آنذاك (وحتى الآن).
لقد شكل الإعلان والتعليقات اللاحقة التي رافقته زلزالًا حقيقيًا في الجزائر العاصمة ومناطق قوتها العسكرية.
ونتيجة لذلك، ليس من الصعب فهم المحاولة الجديدة للاعتداء على سيادة المغرب وسلامة أراضيه، من خلال، هذه المرة بعد فشل ميليشيا البوليساريو، وهي مجموعة من تجار المخدرات، تمت إدانتها على الفور وبشدة أولا من قبل الريف أنفسهم ثم من قبل ممثلي المملكة في الهيئات الدولية والقارية.
وبهذا المعنى، ورغم أن المغرب لا يعير أدنى اهتمام لهذا النوع من الضربة الجزائرية، فإن السفير والممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا- الأمم المتحدة، محمد العروشي، يرى أنه من المناسب إدانة التهديد الذي يهدد استقرار الجزائر.
الدول لاتنجم عن الجماعات الإرهابية والانفصالية المسلحة فحسب، بل إنها تنتج أيضا عن السياسات العدوانية للأنظمة الاستبدادية التي تسعى إلى إنشاء وتعبئة ودعم الحركات الانفصالية بهدف نهائي هو خدمة أجندات غادرة.
زعزعة الاستقرار من خلال أيديولوجيات عفا عليها الزمن، في انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق المؤسسة الأفريقية.
إن المغرب لم يتوقع أبدا أي شيء مناسب أو صحيح من الأنظمة العسكرية الجزائرية المتعاقبة منذ إنشاء فرنسا للجزائر.
* مدير موقع infomarruecos
تعليق واحد