أفريقياحديث الساعة
أخر الأخبار

هام: تقلب متسارع في المواقف.. الجزائر تشارك كمراقب في مناورات “African Lion”

الجزائر تشارك لأول مرة ك “مراقبة” في مناورات الأسد الإفريقي رغم مواقفها السابقة العدائية

في تطور غريب للمرة الأولى منذ انطلاقها عام 2005، ظهرت الجزائر، ضمن قائمة الدول التي ستشارك ك “مراقبة” في مناورات “African Lion” التي تنظمها سنويا القيادة الأمريكية في إفريقيا AFRICOM بالشراكة مع المغرب وعدد من الدول الغربية والعربية بجنوب المملكة المغربية، ويُعد هذا التحوّل مؤشراً على تغيير جوهري في مقاربة الجزائر تجاه هذا التمرين العسكري الذي كانت تهاجمه بشدة في السنوات الماضية.

طوال أكثر من عقد، كانت الجزائر تعتبر مناورات “African Lion” استفزازاً مباشراً بسبب مشاركة المغرب، خصمها الجيوسياسي، بالنظر إلى موقع هذه المناورات التي تتم بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

كما وصفتها في مناسبات متعددة بأنها تهديد لأمنها القومي واستعراض للقوة يهدف إلى تطويقها استراتيجياً.

لكن هذا العام، ظهرت الجزائر ضمن الدول التي تشارك بصفة “مراقب”، دون إرسال قوات أو معدات، بل عبر حضور لبعض العروض أو الاجتماعات الفنية، وهو ما يُفهم على أنه تنازل عن مواقف معادية كانت تجند فيها كل وسائلها الإعلامية والسياسية للتنديد بهذه المناورات التي تتم على محاداة مع الحدود الجزائرية – المغربية.

المفارقة اللافتة أن هذه “المشاركة الرمزية” جاءت بعد أشهر قليلة من زيارة رسمية قام بها الجنرال مايكل لانغلي، قائد AFRICOM، إلى الجزائر أواخر مارس 2025.

وتعد هذه الزيارة واحدة من الزيارات النادرة على هذا المستوى، حيث التقى المسؤول الأمريكي بكبار القادة العسكريين الجزائريين وبالرئيس الجزائري وبحث معهم قضايا التعاون الأمني في منطقة الساحل، وليبيا، والتهديدات الإرهابية..

المفارقة الثانية أن الإعلان عن هذه المناورات جاء فقط بعد يوم واحد، من تجديد وتأكيد الإدارة الأمريكية عن دعمها لمغربية الصحراء على هامش زيارة ناصر بوريطة لواشنطن.

والأدهى أن المفارقة الثالثة والتي لا تقل أهمية أن هذه المناورات ستشهد حضور إسرائيل، علما بأن آخر مشاركة للجزائر في مناورات عسكرية بجانب اسرائيل تمت في شرق البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب دول أخرى أعضاء في الحوار المتوسطي لحلف الناتو، وهو الشيء الذي لم يحصل أبدا تحت عهدة شنقريحة وتبون.

هذه الزيارة قد تكون فتحت الباب أمام إعادة رسم حدود التفاهم بين الجزائر والولايات المتحدة في الشق الأمني والعسكري، وربما كانت إحدى نتائجها المباشرة هي رضوخ الجزائر وقبولها بلعب دور “المراقب” في تمرين طالما رفضته.

المتغيرات المتسارعة في الساحل، والعزلة الإقليمية والدولية للنظام الجزائري، وتصاعد التنسيق العسكري بين المغرب وشركائه الغربيين، كلها عوامل دفعت الجزائر إلى تعديل خطابها التقليدي وتبني سياسة الرضوخ للإملاءات الأمريكية.

في هذا السياق، يبدو أن الجزائر تسعى في الوقت نفسه إلى تفادي العزلة الاستراتيجية والبقاء على إطلاع على ما يجري في محيطها الإقليمي.

قد لا تمثل مراقبة الجزائر لمناورات “African Lion” الأسد الإفريقي 2025 المقبلة، إنقلاباً في السياسة العسكرية الجزائرية، لكنها بالتأكيد هي خطوة تكتيكية ذات دلالات استراتيجية قد تؤهلها مستقبلا إلى اعادة النظر في خياراتها الاستراتيجية لتفادي مشاكل قد تؤدي نظامها العسكري إلى الانهيار.

https://anbaaexpress.ma/5tbbm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى