آراءمجتمع

إحك يا شكيب.. أريد أن أتزوج و لكن… ؟

هي حكايات القاسم المشترك بين من يحكونها أنهم وضعوا فكرة الزواج في ثلاجة و في رف من رفوف الزمن..

إنه الخوف ! الخوف من ماذا ؟ سؤال يطرحه كل واحد أو واحدة ممن سنحكي حكايتهم، أهو خوف من مستقبل محفوف بالمخاطر ؟ أو خوف من مستقبل غامض؟ أو خوف من مفاجآت غير منتظرة و غير متوقعة؟ أم هو مرض أصاب فئة عريضة من المجتمع؟ أم خوف من قوانين يعتبرها البعض مجحفة ظالمة غير منصفة؟..

و لكن الحقيقة و هي أن القاسم المشترك بينهم جميعا هو الخوف، خوف قد يكون مشروعا، “لكل مبتدئ دهشته” و خوف مبالغ فيه بسبب التأثيرات المحيطة، دعوني أحكي لكم حكايات بعض من هؤلاء و أنتم من ستكونون حكما فيما سيعرض عليكم.

” أنا شابة متوسطة الجمال أتممت دراستي العليا في معهد من المعاهد المعروفة و تخرجت مهندسة دولة، لم يحاول أي شاب أن يتقدم لخطبتي أو مفاتحتي في الموضوع و خاصة أبناء حيي، و مباشرة بعد حصولي على وظيفة بدأت الطلبات و الذي صدمني هو أبناء حيي معظمهم أبدوا الرغبة في الزواج مني و منهم من التحق بالوظيفة سنوات خلت، فقلت مع نفسي هل أنا مرغوبة في شخصي أم في وظيفتي، الشيء الذي جعلني أؤجل هذا الأمر حتى أعرف حقيقة هذه الطلبات التي إنهالت علي بعد حصولي على الوظيفة !!!”

” أنا امرأة أرملة و لا زلت شابة توفي زوجي رحمة الله بمرض مزمن و حصلت على تقاعد و بعد سنوات قليلة جاءني شاب و فاتحني في أمر الزواج ووجدته شابا مهذبا خلوقا و لا مانع من قبول طلبه و لكن المشكلة و هي أنه بمجرد زواجي سأحرم من معاش زوجي و هي نفس القصة التي وقعت مع صديقة لي تزوجت بعد وفاة زوجها و إنقطع معاشه و بعد وقع طلاقها فأصبحت مفلسة، الشيء الذي جعلني أتردد في قبول الطلب، علما أن المعاش هو حق لكل أرملة سواء تزوجت أم لم تتزوج لأنها أموال اقتطعت وجب ردها “.

” حكايتي أنني شاب إنشغلت بإتمام دراستي و إشتغلت في وظيفة في القطاع العمومي و بعد سنوات إشتريت شقة و فكرت في الزواج و لكن مشكلتي أن واحدا من إخواني تزوج من أجنبية و بعد سنوات من زواجهما و إنجابهما لطفلين استيقظ يوما فلم يجدها، و علم من بعد أن ارتبطت بآخر دون سبب يذكر، أما أخي الصغير فقد تزوج وأنجب إبناً و هو الآخر طلق زوجته التي كانت تكثر من المشاجرات معه و تلتحق به أمام مكان عمله فتسبه و تشتمه و تخلق له المتاعب، الشيء الذي جعلني ألغي فكرة الزواج نهائيا “.

” أنا سيدة مطلقة و لي ولدين إبن و بنت صغيرين في السن الأول سنه خمسة أعوام، و الثانية عمرها ثمانية أعوام، جاءني خطيب يريد الزواج مني فترددت كثيرا لاني علمت بأن طليقي هدد بإسقاط حضانة ولدي علما بأنه تزوج بعد الطلاق مباشرة، ووجدت هذا ليس عدلا علما أن جارا لنا طلق زوجته و تركت له الاولاد و تزوج و لما طلبت إسقاط الحضانة له على الأولاد رفض طلبها فعدلت عن فكرة الزواج نهائيا “.

” أنا سيدة مطلقة لي بنت ذات أربع عشر عاما تقدم لي عريس قصد الزواج و وافق على أن تعيش معنا بنتنا، و لكن رفضت لسبب ليس بالبسيط كون صديقة لي لها نفس الظروف التي أنا أوجد عليها تزوجت و إنتهى زواجها بطلاق كارثي و هو أن زوجها كان يتحرش ببنتها “.

” حكايتي أنني تزوجت من زوجي و أنا جد سعيدة بزواجنا أنا موظفة سامية و هو كذلك موظف سامي كل واحدنا خرجت من تجربة زواج فاشلة، و مانزفي إعتقادي أن زواجنا سيكون ناجحا لما عشناه من تجربة تعلمنا منها الكثير، و لكن فوجئت به كلما خرجنا لمطعم أو سفر يطلب مني نصف واجبات تكاليف المطعم و البنزين فأصبحت أشعر بالقلق من هذه التصرفات.

علما بأنني قمت بتغيير الفرش و إشتريت مستلزمات ببيت الزوجية و لم أطالبه بدرهم و أشتري كل ما أراه ضروري و لم أطالبه بأي درهم حتى ملابسي اشتريها أنا من مالي الخاص و لم يحدث أن أهداني و لو هدية بسيطة بالإضافة أن له عادات خاصة به ينعزل في كثير من الأوقات في غرفة و ينشغل بملفات يحضرها معه من عمله و ينشغل بالتلفاز فأجد نفسي وحيدة في النهاية قررت الطلاق فكان لي ذلك “.

” أنا شاب كان حلمي هو الحصول على عمل يجعلني أفتح بيتا و اكون أسرة و لكن مع ما أسمعه من خلال نسب الطلاق و ما أشاهده من مشاكل جعلني أحجم عن الزواج كيف أتزوج و صديقي وجد زوجته تطالبه بالتطليق للشقاق لا لسبب سوى أنها تطلب منه تكاليف فوق طاقته و أن يقطع صلته بوالديه.

هي حكايات القاسم المشترك بين من يحكونها أنهم وضعوا فكرة الزواج في ثلاجة و في رف من رفوف الزمن ربما يتذكرونها بتغير الاحوال و الظروف و القوانين.

https://anbaaexpress.ma/5s26g

شكيب مصبير

كاتب وفنان تشكيلي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى