في جولة ثانية من عمود: حين تنطق الوثيقة، يستأنف المفكر المغربي د إدريس هاني، عملية إعادة عرض الذاكرة الوطنية، والنبش في تاريخ المغرب، حيث سيقدم قراءة في احدى المعارك المغربية ضد القوات الفرنسية إبان مرحلة الاستعمار، ألا وهي معركة الهري المجيدة.
ويستنتج الاستاذ هاني، من خلال وقائع هذه المعركة والمعارك التي سبقتها، ومن خلال احدى الوثائق الفرنسية التي حصل عليها الباحث وعمل على تحليلها، خيبة الأمل الكبرى التي تلقاها المقيم العام الجنرال ليوطي، والتي تفسر لماذا ظل المغرب عصيا على الاستعمار، كما يستنتج أن المقاومة في المغرب عرفت اشكالا متعددة، لم يشهد لها مثيل، بدء من العمل شبه الكلاسيكي بين جيشين، الى العمل الفدائي.
وكان الباحث قد تناول في الجولة الأولي جانبا من الذاكرة الوطنية، حيث وقت بالعرض والتحليل لتاريخ المغرب من خلال هنري تيراس، كما تناول تجربة الرحلة السفارية ومظاهر اليقظة المغربية…