آراءمجتمع
أخر الأخبار

من دير البلح إلى غزّة.. بعد النّزوح الثّامن يبدو حَنِولِد في التّاسع

ثمانية نزوحات قاسيه حول كوكب القطاع، رجعنا مُجدداً إلى غزّة؛ محاولة هَشّه للبحث عن استقرار غير مُستقر وسط دورة حياة سخيفه ومضطربه لا تَعرف للاستقرار عنوان!

خالد وكارمن يتراهنوا على موعد النزوح القادم؟ يبدو أن هاجس النّزوح يُخيّم في النّفوس أو أن الاولاد أدمنوا النّزوح!

حَمَلنا أمتعتنا وما تَيَسَّرَ من أنفسنا، وبعد أن جَهّزنا الشنط والكراتين وَضَعَتني أماني في كرتونه كبيرة وأفرَغَت لنفسها مساحه بجانبي ووضعنا خالد وكارمن في كرتونه أصغر وطلبنا من السائق أن يُطبِق علينا اللاصق.!

لم يَعُد يُدهشني شيء، الدّمار، الرُّكام، مُدن الخيام، تَبَخُّر المدينة والأحلام.. يبدو أنّي فقدت حاسّة الدهشة!

خَزَقْت الكرتونه، وبدأت أنظر الى النّاس من خُزقي، النّاس تمشي على رؤوسها، وبرغم تجريف أرواحها وكسر قلوبها وتسوية حياتها بالأرض إلا أنّها مازالت قويّه كلّ ما في الأمر أنّ حيلهم انهدّ!

قَدَر المُستطاع نحاول الابتعاد عن أنفسنا حتى لا نَنَفَجر من أنفسنا، كثيرون أصابهم الانفجار، والنسيان وشيء من هبل، مش بإيدي يقول لي أكثر من صديق ‘حاسس حالي بعد الحرب صرت أهبل!’

العائلات غيّرت طباعها وأسماءها، اتنين مليون غزّاوي أصبحوا من عائلة واحدة، هي العائلة الأكبر على مستوى الكوكب..عائلة حرب!

النّاس في حرب مع نفسها، في شكلها، في داخلها وخارجها، في عقلها الباطن، وعقلها العاطل عن العمل، النّاس مهدوده، مضغوطه وتعبانه من بعض!

يبدو في حدا حمل الكرتونه، يا رب ما يوقعني، لإنّي مش قادر أَحمِلني!

وصلنا مكان بيتنا، كان الحيّ على ما أذكر إن لم تُغَيِّر البلديّة اسمه ‘حيّ النصر..!’ صوت مصطفى أبصر من وين طالع بتحس بعد ما طارت البيوت صار بالحّارة صدى صوت.. أبو خالد والله بدها أحّا!

النّاس فش علسانها غير أحّا حتى أبو ابراهيم لمّا حكيتلو بدنا نُشبك نت حكالي أحّا!

للحديث بقيّه إن بقي في العقل والعمر بقيّه!

أكرم الصوراني

غزّة-الجحيم

https://anbaaexpress.ma/51y7g

أكرم الصوراني

كاتب فلسطيني ساخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى