في إطار أنشطته التوعوية والثقافية وفي ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة عقد منتدى الفكر والفلسفة للدكتور بهاء درويش ورشة عمل بعنوان: “الفلسفة وقيم السلام العالمي” وذلك في تمام الساعة الثامنة مساء أمس الخميس 16 من نوفمبر 2023م عبر تطبيق زووم Zoom.
وقد شارك في ورشة العمل هذه قمم فكرية من دول عربية مختلفة قرروا أن يسمعوا العالم صوتهم ويعلنوا موقفهم تجاه ما يحدث في فلسطين من انتهاك لجميع القيم الأخلاقية والقوانين الدولية.
تضمنت هذه الورشة جلستين، بدأت الجلسة الأولى في تمام الساعة الثامنة وثماني دقائق أدارها أ. د/ بهاء درويش وقدم فيها أ. د/ إدريس هاني (المغرب) وهو فيلسوف، باحث ومفكر مغربي مداخلة قيمة جاءت بعنوان: “من أجل أنطولوجيا جيوستراتيجية حيث بدأ الأستاذ المحاضر حديثه بالقول بأن للفلسفة وجودًا لا متناهي على مر العصور، ومن ثم فإننا الآن أمام الاختبار الأعظم للفلسفة وقدرتها على تحقيق السلام ومنع الصراع، كما أكد على أن الأحداث الجارية الآن تستدعي الأسس الأيديولوجية للحرية والسلام وغيرها من القيم الأخلاقية الأخرى.
كما قدم أ. د/ طلال عتريسي (لبنان) وهو مدير مركز دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة المعارف، بيروت. مداخلته الموسومة ب: “السلام العالمي والديمقراطية ضحايا التحيز الغربي” وقد أكد أ. د/ طلال عتريسي من خلال مداخلته على أهمية طرح السؤال الآتي: كيف يمكن للفلسفة جعل المؤسسات الغربية مؤسسات سلام عالمية؟ كما أكد أيضًا على عدم وجود حرية الآن ومن ثم أي نموذج للديمقراطية هو ذاك الذي يجب أن يتعامل معه الناس حتى نستطيع تحقيق الهدف الذي جاءت الديمقراطية من أجله؟
ثم جاءت مداخلة أ. د/ سامية عبد الرحمن (مصر) أستاذة الفلسفة بكلية البنات جامعة عين شمس بعنوان: “الفلسفة والسلام العالمي: الفرص والتحديات” حيث أوضحت أ. د/ سامية عبد الرحمن أن قضية السلام كانت لها أهمية كبيرة على مدى تاريخ الفكر الفلسفي إلا أن هذه الأهمية الآن تتزايد، وأن للفلسفة دورًا مهمًا في تحقيق السلام العالمي وغيره من القيم مثل العدالة والمساواة…إلخ، كما أكدت على أهمية تعزيز قيمة التسامح كوسيلة لتحقيق السلام العالمي والقضاء على الحروب، وأخيرًا أوصت بضرورة تفعيل دور القوانين التي تحفظ حقوق الإنسان وتحترم كرامته.
ثم بدأت الجلسة الثانية بإدارة أ. د./ فاطمة إسماعيل (مصر) حيث قدم أ. د/ علي المرهج (العراق) رئيس قسم الفلسفة الجامعة المستنصرية مداخلته الموسومة ب: “سؤال الفلسفة وأزمة الضمير الغربي” حيث بدأ حديثه بطرح سؤال الوجود الإنساني، ثم أكد الأستاذ المحاضر من خلال مداخلته على أن هدف الفلسفة هو خلق مجتمع متكامل بين الفلسفة والفضيلة كما أكد أيضًا على أن العقل الأوروبي/ الغربي هو عقل فاعل؛ ولكن الأزمة الحقيقية الآن هى أزمة ضمير.
ثم جاءت مداخلة أ. د/ كنزة القاسمي (المغرب) وهى أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر وكانت بعنوان: “هل من سبيل لفلسفة السلام بعالم مليئ بالتحديات” حيث بدأت بطرح السؤال الآتي: في ظل التحديات التي نعيشها الآن بشتى صورها كيف لنا أن نطرح سؤال السلام ونعده سؤالًا واقعيًا؟ وقد أكدت على أننا الآن نعيش تراجعًا قيميًا، وأخيرًا إرتأت أ. د/ كنزة القاسمي أننا بحاجة لتفعيل دور المثقفين والمفكرين لتحقيق السلام العالمي.
وأخيرًا كانت مداخلة أ. د/ حمدي الشريف (مصر) وهو أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بجامعة سوهاج الذي أراد من خلال مداخلته الموسومة ب: “نقد المرجعيات الأيديولوجية والإبستمولوجية والسيميوطيقية لمشروعات السلام في الفكر الفلسفي المعاصر” التأكيد على أن الفكر الغربي ليس كله قائمًا على السلام وليس كله داعيًا للسلام، حيث رأى أن هناك الكثير من الفلاسفة الذين عرف عنهم أنهم دعاة سلام إلا أنهم كان لهم وجه آخر وهم أبعد ما يكون عن السلام وكان أكثرهم مساندين لكيانات متجردة من كافة القيم الأخلاقية والإنسانية، انتهى أ. د/ حمدي الشريف إلى التأكيد على عدم التسليم بكل ما جاء به فلاسفة الغرب من شعارات.
إستمرت ورشة العمل هذه أكثر من ثلاث ساعات وحضرها عدد كبير من المفكرين والأساتذة المتخصصين والباحثين والمهتمين بالفكر والفلسفة، وقد فتحت المداخلات آفاقًا فكرية مهمة وأثارت تساؤلات قيمة تم طرحها من قبل الكثير من السادة الحضور.