سياسة
أخر الأخبار

الأمير هشام.. ما يجري في فلسطين إبادة حقيقية وإسرائيل خسرت سياسياً وأخلاقياً

الامير هشام.. الإحساس الإسباني بأن المغرب يشكل تهديداً هو إرث تاريخي منذ عهد إيزابيلا الكاثوليكية..

في حوار مطول مع الصحيفة الإسبانية الكونفيدينسيال، وصف الأمير مولاي هشام بن عبد الله ما يجري في الأراضي الفلسطينية بأنه حرب إبادة شاملة تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره.

وأكد أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، فشلت في تحويل هذا التفوق إلى قبول سياسي أو أخلاقي، إذ تحكمها اليوم نزعة توراتية قائمة على فكرة “المسيح المنتظر”، بما يجعل مشروعها مشروعاً زمنياً مفتوحاً على كل احتمالات العنف..

وأوضح أن الحكومات العربية تعيش مأزقاً مزدوجاً، فهي من جهة تسعى لإرضاء الولايات المتحدة عبر الابتعاد عن القضية الفلسطينية، ومن جهة أخرى تواجه ضغطاً شعبياً متنامياً يعبر عن تضامن عميق مع فلسطين، ما يضعها في موقع السير على “حافة الهاوية”.

الأمير هشام أشار إلى أن استمرار الحرب لسنوات أو عقود سيولد موجات من الأزمات، بدءاً بمحاولات الطرد في القدس والتضييق على الأماكن الإسلامية المقدسة، وهو ما سيؤدي، برأيه، إلى انفجار سياسي واجتماعي كبير في المنطقة.

كما انتقد السيناريوهات المطروحة لإدارة قطاع غزة عبر تدخل أمريكي أو إقليمي، معتبراً أن جوهر المشروع يتمثل في تحويل غزة إلى “منطقة معزولة” ذات بعد سياحي واقتصادي محدود، مع الإبقاء على عدد قليل من الفلسطينيين كأيدٍ عاملة، مقابل دفع الغالبية إلى الهجرة القسرية.

لكنه شدد في المقابل على أن الفلسطينيين استوعبوا درس النكبة عام 1948، ولن يكرروا تجربة الخروج، بل سيظلون يقاومون بثبات قد يكتب صفحة تاريخية جديدة، معبراً عن قناعته بأنهم في النهاية سينتصرون.

وحول مستقبل القضية الفلسطينية، رأى أن حل الدولتين بات بعيد المنال في ظل الدمار القائم، وأن البديل قد يكون شكلاً من أشكال الكونفدرالية أو السيادة المشتركة التي تسمح بالتعايش على أرض واحدة، مؤكداً أن الإبداع السياسي لدى الشعبين يمكن أن يفرز صيغة عملية في المستقبل، مستشهداً بطول أمد القضية الإيرلندية التي استمرت خمسة قرون قبل أن تجد طريقها إلى الحل.

الحوار لم يتوقف عند فلسطين فقط، بل تطرق أيضاً إلى أوضاع الديمقراطية في العالم العربي وما تعانيه الجاليات العربية والإسلامية في الغرب من تحديات متصاعدة، كما تناول العلاقات المغربية-الإسبانية.

وفي هذا السياق، أكد الأمير هشام أن سبتة ومليلية جزء من الهوية المغربية التاريخية، وأن الحل لا يمر بالمواجهة بل بالحوار العميق مع الساكنة المحلية، معتبراً أن الإحساس الإسباني بأن المغرب يشكل تهديداً هو إرث تاريخي منذ عهد إيزابيلا الكاثوليكية، وهو مشكل داخلي إسباني أكثر منه مغربياً، لكنه لا يلغي أن حل نزاع المدينتين يجب أن يظل قائماً ولو في أفق عشرين أو مائة سنة.

بهذا الطرح، يربط الأمير هشام بين هشاشة النظام العربي الرسمي، وصعود مشروع إسرائيلي يقوم على الاستفراد المدعوم أمريكياً، وبين إصرار الفلسطينيين على البقاء في أرضهم كفعل مقاومة تاريخي.

رؤية تكشف أن الصراع لم يعد مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة وجود ومصير، عنوانها الأبرز أن إسرائيل قد تربح المعارك بالسلاح لكنها تخسر الحرب على الشرعية والتاريخ.

https://anbaaexpress.ma/3d03e

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى