مع أولى ضربات المنخفض الجوي الذي اجتاح قطاع غزة
تحوّلت خيام النازحين في مختلف انحاء القطاع إلى برك موحلة
وانكشفت الهشاشة القاتلة لمآوٍ لم تستطع مقاومة المطر ولا الريح
آلاف العائلات وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع البرد
لا تملك سوى قطع بلاستيك ممزقة تتهدل فوق رؤوس أطفال يرتجفون تحت المطر
محاولات النازحين في إقامة حواجز رملية لم تصمد وتحولت عشرات الخيام إلى ما يشبه المستنقعات
أما الأطفال فكانوا ضحايا البرد والماء والمرض معاً
تعقّد المشهد أكثر بسيطرة الاحتلال على أكثر من نصف مساحة القطاع
ما فرض على مئات الآلاف التكدس في رقع ضيقة على الأرصفة أو في الساحات المفتوحة
في ظل غياب البنية التحتية وأبسط شروط المأوى الآمن
ومع اقتراب موجات برد أشد قسوة تتصاعد النداءات للحصول على كرفانات أو خيام مقاومة للعوامل المناخية
بينما تشير التقديرات الأممية إلى أن ما يزيد على 1.3 مليون شخص بحاجة فورية إلى مأوى
في غزة اليوم يخوض النازحون معركتين في آن واحد حربا من السماء وأخرى من الطبيعة وكلتاهما تقاتل صدورا عارية
