أحيا السوريون اليوم الإثنين الذكرى الأولى لرحيل نظام بشار الأسد، في وقت ما تزال البلاد تبحث عن استقرار سياسي واجتماعي بعد حرب امتدت لأكثر من ثلاثة عشر عامًا.
وشهدت العاصمة دمشق فعاليات رسمية في ساحة الأمويين، إلى جانب عروض عسكرية شارك فيها الرئيس أحمد الشرع الذي قاد المعارضة إلى السيطرة على دمشق وإجبار الأسد على الفرار إلى روسيا العام الماضي.
الشرع، الذي ظهر بزي عسكري خلال صلاته في المسجد الأموي فجراً، تعهّد بإعادة بناء ما سماه “سوريا العريقة”، مؤكدًا عزمه على إقامة دولة عادلة بعد عقود من “الحكم البوليسي”.
وخلال عامه الأول، أعاد الشرع توجيه بوصلة العلاقات الخارجية بفتح قنوات مع الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا، مبتعدًا عن النفوذ الإيراني والروسي، ما دفع عواصم غربية إلى رفع جزء من العقوبات.
ورغم مظاهر الاحتفال، ما تزال البلاد تواجه توترات أمنية، خصوصًا في المناطق التي تشهد مواجهات ذات طابع طائفي، في وقت تحافظ الإدارة الكردية في شمال شرقي سوريا على حظر التجمعات بدواعٍ أمنية، بينما تتصاعد دعوات الانفصال في السويداء.
السلطات الجديدة تقول إن المرحلة الانتقالية ستستمر أربع سنوات يتخللها وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات، بينما بدأت مؤشرات عودة اللاجئين في الارتفاع، إذ أعلنت مفوضية اللاجئين عودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ونازح، رغم ضعف الدعم الدولي.
ومع استمرار التحديات الإنسانية التي تطال أكثر من ستة عشر مليون سوري بحاجة للمساعدة، تنتشر القوات الأمنية في العاصمة ومحافظات أخرى لتأمين الفعاليات الاحتفالية، فيما تؤكد أنقرة استمرار دعمها لـ“استقرار سوريا الجديدة” وتشيد بسياستها الخارجية خلال العام الأول بعد الحرب.




