تلبية للدعوة السامية من إمارة المؤمنين، شهدت مدينة طنجة عروس الشمال احتفالية روحية مميزة بمناسبة إحياء ذكرى البعثة النبوية الشريفة، بمشاركة نخبة من العلماء والوفود القادمة من الدول الإفريقية الشقيقة، كموريتانيا ممثلة بالشيخ ولد الزين ولد الامام: الأمين العام لمنتدى علماء موريتانيا وأفريقيا، ومن دولة مالي الشيخ باي سيدي محمد دوكري وهو عالم صوفي ومن السينغال: الأستاذ المحاضر الدولي القاضي مرتضى بوصو ممثل الطريقة المريدية بطوبا.
هذا الحضور الإفريقي القوي يعكس عمق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمع المملكة المغربية بعمقها الإفريقي، ويؤكد في الآن ذاته ريادة الدبلوماسية الروحية للمغرب في تعزيز جسور التعاون جنوب–جنوب، وترسيخ الأمن الروحي داخل القارة.
وقد تميزت هذه المناسبة المباركة بأجواء من السكينة والذكر، وسط حضور علمي وصوفي رفيع المستوى يجسد الثوابت الدينية للمملكة تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
كما تم خلال هذا الملتقى الروحي الكبير إحياء “ليلة الفتح الرباني” التي خصص جزء مهم منها لتثمين التطورات الأخيرة في ملف الوحدة الترابية للمملكة، وذلك عقب قرار مجلس الأمن رقم 2797 الذي شكل انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد أشرفت الطريقة القادرية البودشيشية، بقيادة شيخها سيدي معاذ بن جمال الدين، على تنظيم هذا الملتقى الذي جمع بين العرفان الصوفي والوعي الوطني، مُبرزةً أن قوة المغرب تكمن في تلازم الروحانية الجنيدية والدبلوماسية الملكية والرؤية الإفريقية المتبصرة لجلالته. وهو لقاء يؤكد أن الأمن الروحي للمملكة يظل دعامة أساسية لتعزيز الاستقرار السياسي وتحصين المكتسبات الوطنية.
