تستعد الساحة السياسية الإسبانية لحدث دبلوماسي بارز هذا الشهر، إذ تنتظر مدريد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت تتقدم فيه العلاقات المغربية–الإسبانية بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة، مع انعقاد الاجتماع رفيع المستوى الذي سيترأسه رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش هذا الأسبوع.
وتأتي هذه التطورات في لحظة حساسة، عقب تبني مجلس الأمن لقراره الأخير بشأن الصحراء، وما خلّفه من تفاعلات إقليمية.
وبحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن زيارة تبون يجري الإعداد لها على “أعلى مستوى”، في إطار سعي الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع كل من الرباط والجزائر، بعد التحول الذي اتخذه سانشيز بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وما تبعه من تغيرات واسعة في مواقف الدول الأوروبية تجاه الملف.
وفي موازاة التحضير لهذه الزيارة، تتجه الحكومة الإسبانية إلى المصادقة على تعيين الدبلوماسي راميرو فرنانديث باتشيلير سفيراً جديداً في الجزائر، خلفاً لفرناندو موران كالفو–سوتيلو، وهي خطوة تعتبرها مصادر دبلوماسية تمهيداً ضرورياً قبل استقبال الرئيس الجزائري في العاصمة مدريد.
وتأتي هذه التحركات بينما لم تستعد المبادلات التجارية بين إسبانيا والجزائر عافيتها بالكامل، رغم تجاوز الجانبين ذروة الأزمة الاقتصادية، التي كبّدت الشركات الإسبانية خسائر قُدرت بنحو 3.2 مليارات يورو.
كما لا تزال قضية التأشيرات تشكل إحدى أبرز نقاط الخلاف، إلى جانب الارتفاع الملحوظ في تدفقات الهجرة غير النظامية القادمة من السواحل الجزائرية نحو جزر البليار خلال أشهر الصيف، وفق المصادر ذاتها.
وتشير هذه الدينامية المتسارعة إلى أن مدريد تحاول إعادة صياغة موقعها في المنطقة المغاربية ببراغماتية أكبر، مع الحفاظ على مسار التقارب مع الرباط، دون خسارة قنوات التواصل مع الجزائر في مرحلة إقليمية مشحونة بالتوازنات الجيوسياسية.




