يواصل جبل “تروبيك” جذب الأنظار على خلفية اللقاء الرفيع بين المغرب وإسبانيا في مدريد، بعدما برز ملف ترسيم الحدود البحرية في الواجهة الأطلسية كأحد أكثر الملفات حساسية، نظراً لما يختزله الجبل من ثروات معدنية نادرة ذات أهمية إستراتيجية عالمية.
فهذه البنية الجيولوجية الممتدة جنوب جزر الكناري تمثل اليوم جزءا من سباق دولي محموم على الموارد الحيوية المرتبطة بصناعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
تقارير إعلامية إسبانية أبرزت أن تروبيك يتوفر على تركيزات لافتة من التيلوريوم والنيكل والكوبالت وغيرها من المعادن النادرة، في وقت يراقب فيه الاتحاد الأوروبي اتساع نفوذ الصين التي تستحوذ على معظم سوق هذه المعادن.
الجيولوجي خافيير غونثاليث، الذي شارك في بعثات علمية منذ 2010، يؤكد أن التعدين البحري يثير اهتماماً عالمياً متصاعداً، لكنه يشدد على ضرورة تطوير معرفة علمية وتشريعات حديثة قبل الشروع في أي استغلال، خاصة أن إسبانيا تعتمد قانونا قديما لا يشمل أنشطة قاع البحر.
ورغم تداول حديث عن تفاهمات قريبة بين الرباط ومدريد، نفت الخارجية الإسبانية إدراج ملف الكناري خلال الاجتماع الأخير، في خطوة تهدف لطمأنة حكومة الأرخبيل. وبينما تعتبر مدريد أن الجبل امتداد طبيعي لجزرها، يربط خبراء القانون البحري موقع التروبيك بمآل قضية الصحراء ومستقبل سيادتها.
وإلى حين حسم هذا الجدل أو التوصل إلى صيغة مشتركة، يظل تروبيك ملفا مفتوحا واحتمال أن يتحول إلى محور تنافس إستراتيجي في الأطلسي يزداد مع تصاعد الطلب العالمي على المعادن الحيوية.




