أنباء إكسبريس – تقرير خاص
بعد الافتتاح المبهر الذي ميز بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب في نسختها الخامسة والثلاثين، وما رافقه من إشادة واسعة بحسن التنظيم وجودة البنية التحتية وجاهزية الملاعب وفق أعلى المعايير الدولية، تتجه هذه النسخة بثبات لتسجيل أرقام تاريخية غير مسبوقة على مستوى المشاهدة والحضور الجماهيري والعائدات الاقتصادية.
وحسب معطيات رسمية توصلت بها أنباء إكسبريس، يُتوقع أن تستقطب كأس الأمم الإفريقية بالمغرب جمهورًا عالميًا تراكميًا يفوق 1.5 مليار مشاهد عبر مختلف منصات البث التلفزيوني والرقمي، وهو ما يضع نسخة 2025 على مسار تحطيم الرقم القياسي الذي سُجل خلال نسخة كوت ديفوار 2023.
ويستفيد هذا الزخم من التوسع غير المسبوق في حقوق البث، حيث تم توقيع 20 اتفاقية قياسية لحقوق الإعلام تغطي أكثر من 30 إقليماً أوروبياً، إلى جانب ولوج أسواق جديدة في آسيا، خصوصًا اليابان وكوريا الجنوبية، وتوسع لافت في أمريكا اللاتينية والوسطى والمكسيك.
كما تبث البطولة داخل القارة الإفريقية عبر نحو 60 قناة تلفزيونية، من بينها 49 قناة مجانية، بشراكات كبرى مع beIN Sports وSuperSport وCANAL+، إضافة إلى اتفاقية تاريخية مع القناة الرابعة البريطانية، ما وفر وصولًا غير مسبوق للجمهور الأوروبي.
وعلى مستوى المتابعة الرقمية، تشير التقديرات إلى تجاوز 2.4 مليار مشاهدة رقمية، في تأكيد جديد على التحول الذي تعرفه البطولة من مسابقة قارية إلى حدث رياضي عالمي ذي إشعاع واسع.
أما الحضور الجماهيري في الملاعب، فقد بلغ إلى غاية 27 ديسمبر 2025 ما مجموعه 415,453 متفرجًا، بمعدل متوسط قدره 20,773 متفرجًا في المباراة الواحدة، وهو رقم يشمل الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات.
وسجل اليوم الأول وحده حضور 236,849 متفرجًا خلال أول 12 مباراة، متجاوزًا رقم نسخة 2023 التي توقفت عند 157,313 متفرجًا.
وشهدت المباراة الافتتاحية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره جزر القمر حضور 60,180 متفرجًا بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فيما حطمت مباريات أخرى أرقامًا قياسية، أبرزها مباراة المغرب ومالي التي حضرها 63,844 متفرجًا، ومباراة مصر وجنوب إفريقيا بأكادير بأكثر من 40 ألف متفرج، إضافة إلى مباراة السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي استقطبت 41,672 مشجعًا.
وفي ما يتعلق بمبيعات التذاكر، فقد تم بيع أكثر من مليون تذكرة قبل انطلاق البطولة، مع توقعات بتجاوز 1.5 مليون تذكرة مع تقدم المنافسات، فيما سجلت الأيام الثلاثة الأولى وحدها بيع 250 ألف تذكرة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسابقات الإفريقية.
وتُبرز المقارنة مع نسخة كوت ديفوار 2023 الفارق الواضح، سواء من حيث الإقبال الجماهيري أو التغطية الإعلامية أو عدد الملاعب، حيث احتضن المغرب المنافسات عبر 9 ملاعب بمعايير دولية مقابل 6 فقط في النسخة السابقة، إضافة إلى اعتماد إنتاج سمعي بصري مركزي عالي الجودة (HDR، كاميرات العنكبوت، الطائرات بدون طيار)، ومنظومة لوجستية متطورة سهلها القطار فائق السرعة TGV الرابط بين المدن المستضيفة.
وتؤكد هذه المعطيات مجتمعة أن كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب تجاوزت إطار البطولة القارية التقليدية، لتتحول إلى منصة عالمية كبرى، تعكس جاهزية المملكة لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية الدولية، وتكرس مكانتها كقوة تنظيمية صاعدة وقاطرة حقيقية لكرة القدم الإفريقية في أفق الاستحقاقات العالمية المقبلة.
وجدير بالذكر تؤكد هذه الأرقام والمؤشرات أن ما تحقق ليس وليد الصدفة، بل ثمرة مجهود متكامل ورؤية إستراتيجية محكمة اشتغلت عليها المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، جعلت من تنظيم كأس أمم إفريقيا بالمغرب نموذجًا قارياً ناجحًا وواجهة دولية تعكس مكانة المملكة وريادتها المتصاعدة.
