شهد اليوم الثاني من أشغال الملتقى الدولي المتوسطي “أطلس”، المنعقد من 1 إلى 3 دجنبر 2025 ببلدية إيراكليون – أثينا، افتتاح معرض فني تشكيلي مميز قدّم خلاله الفنان العالمي محمد قرماد مجموعة من أعماله الإبداعية التي تجمع بين الفن العربي الأصيل وروح الخط المغربي.
وقد شكّل المعرض محطة بارزة داخل الملتقى، نظرًا لقيمته الفنية ودوره في إبراز أهمية الإبداع كجسر للحوار الحضاري بين شعوب ضفتي المتوسط.
معرض يزاوج بين الإبداع البصري والهوية الثقافية
ضمّ المعرض عددًا من اللوحات الفنية التي اشتهر بها الفنان محمد قرماد، والمتسمة بجرأة لونية وتمازج بصري بين الرموز الحديثة واللمسات المستلهمة من التراث المغربي والعربي، خاصة الخط المغربي الذي يمنح للوحة عمقًا ثقافيًا وهوية بصرية متفردة.
وقد لاقى هذا الأسلوب إعجابًا كبيرًا من الحضور، لما يجسده من انفتاح على الآخر وحوار بين أصالة الماضي ورؤية الحاضر.
مراسم توقيع جدارية السلام
وفي التفاتة رمزية لقيت تفاعلاً واسعًا، تم خلال الافتتاح تقديم جدارية فنية من إبداع الفنان محمد قرماد تحمل رسالة السلام والتعايش، تحت عنوان “اليونان والمغرب.. حضارتان تُسهمان في تشكيل بصمة العالم كل يوم”.
وقد قام الحضور الرسمي بالتوقيع عليها، وفي مقدمتهم سفير صاحب الجلالة الملك محمد السادس باليونان، السيد محمد الصبيحي، إلى جانب عميد بلدية إيراكليون – أثينا، وعميد سفراء الدول الفرنكوفونية باليونان، إضافة إلى المشاركين والخبراء الحاضرين.
هذه الجدارية شكلت لحظة قوية عكست روح الملتقى وأهدافه، وأبرزت دور الفن في تجسير العلاقات بين الشعوب وإعادة إحياء الرموز المشتركة للتقارب والتفاهم.
وللإشارة، عرف افتتاح المعرض حضورًا واسعًا لسفراء وممثلي بعثات دبلوماسية من دول متوسطية وفرنكوفونية، فضلًا عن عمداء البلديات، وخبراء ومثقفين وباحثين من المغرب واليونان وفرنسا ودول أخرى.
وقد شكل هذا الحضور اعترافًا بقيمة التجربة الفنية للفنان محمد قرماد، وتأكيدًا على البعد الثقافي للملتقى كرافعة للحوار المتوسطي.
محمد قرماد.. فنان مغربي بصبغة عالمية
جدير بالذكر، يُعتبر محمد قرماد أحد أعلام الفن التشكيلي المغربي المعاصر، راكم تجربة ممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، وشارك في معارض دولية مرموقة عبر أوروبا والعالم العربي.
وتمتاز أعماله بقدرته على إعادة صياغة الهوية المغربية بصياغة عالمية، عبر توظيف الخط بأشكال حداثية تجمع بين الأصالة والابتكار. وقد ساهمت أعماله في تعزيز حضور الفن المغربي على الساحة الدولية.
ويأتي هذا المعرض في إطار البرنامج العام للملتقى الدولي المتوسطي “أطلس”، المنظم برعاية سفارة المملكة المغربية لدى اليونان، وبتعاون مع بلدية إيراكليون – أثينا، ومجموعة سفراء الدول الفرنكوفونية باليونان.
وقد عرف اليوم الأول عقد جلسات افتتاحية وندوات فكرية تناولت قضايا الترابط الحضاري، والتحولات الراهنة بالمتوسط، والذاكرة المشتركة، والدبلوماسية الثقافية، ودور الكفاءات في تعزيز التعاون الإقليمي.
ومن المرتقب أن يُختتم الملتقى غدًا الأربعاء بإصدار “إعلان أثينا للتقارب المتوسطي” الذي سيضم توصيات ومخرجات تسهم في تعزيز الرؤية المشتركة حول فضاء البحر الأبيض المتوسط باعتباره مجالًا للتفاعل والحوار والتعاون بين شعوب ضفتيه.
وجدير بالذكر أكد سفير المملكة المغربية في اليونان على أن الهدف من الملتقى هو تأسيس فضاء للحوار والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة التي يعرفها حوض المتوسط، سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو جيوسياسية.
