يتوجه سكان العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات بلدية تُعد خطوة مفصلية نحو تنظيم أول انتخابات وطنية مباشرة في البلاد منذ أكثر من خمسين عامًا، وذلك في ظل استمرار التهديدات الأمنية التي تشكلها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتُعتبر هذه الانتخابات اختبارًا عمليًا لقدرة الصومال على الانتقال من نظام الاقتراع غير المباشر، المعتمد منذ 2004، إلى التصويت الشعبي المباشر بعد عقود من الحرب الأهلية وعدم الاستقرار. ويشارك في الاستحقاق نحو 1605 مرشحين للتنافس على 390 مقعدًا في المجالس المحلية، على أن يقوم الأعضاء المنتخبون لاحقًا باختيار رئيس بلدية مقديشو.
ورغم التحسن النسبي للوضع الأمني في العاصمة، ما تزال المخاوف قائمة بشأن سلامة العملية الانتخابية وإمكانية تعميمها وطنيًا، خاصة مع سيطرة حركة الشباب على مناطق ريفية واسعة وتجدد الهجمات المسلحة.
ويأتي هذا الاستحقاق في سياق سياسي معقد، حيث ينص اتفاق بين الحكومة والمعارضة على انتخاب النواب مباشرة ابتداء من 2026، مقابل الإبقاء على انتخاب الرئيس عبر البرلمان، وهو ما يثير جدلًا سياسيًا حول مستقبل النظام الانتخابي واستقرار البلاد.




