تتجه نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس إلى إعادة ترتيب أوراقها السياسية، في مؤشر متزايد على استعدادها للعودة إلى السباق الرئاسي بعد خسارتها الانتخابات الأخيرة أمام دونالد ترامب، وفق ما أوردته تقارير إعلامية أمريكية.
وبحسب معطيات متداولة داخل أوساط الحزب الديمقراطي، أبلغت هاريس منافسين محتملين بأنها تعمل على إبقاء خيارات الترشح مفتوحة، في وقت لا تزال فيه تتصدر عدداً من استطلاعات الرأي التمهيدية لعام 2028، مستفيدة من دعم قوي داخل القاعدة الانتخابية السوداء، التي تشكل ثقلاً حاسماً في الانتخابات التمهيدية للحزب.
وعقب فترة من الغياب الإعلامي، عادت هاريس إلى الواجهة من خلال جولة موسعة للترويج لكتابها الجديد «107 أيام»، الذي يتناول تجربتها في الحملة الرئاسية القصيرة السابقة. وقد أعلنت عن محطات إضافية للجولة تشمل ولايات ومدناً ذات رمزية انتخابية كبيرة، من بينها كارولاينا الجنوبية وديترويت وممفيس ومونتغمري، في خطوة يراها مراقبون تمهيداً مبكراً لمعركة 2028.
كما شاركت هاريس، رفقة زوجها دوغ إيمهوف، في اجتماعات اللجنة الوطنية الديمقراطية، حيث عقدت لقاءات مع قيادات الحزب على المستوى الوطني ورؤساء فروعه بعدة ولايات، في إطار تعزيز حضورها داخل الهياكل التنظيمية.
وفي خطاب لافت ألقته مؤخراً أمام مسؤولين ديمقراطيين، تبنت هاريس نبرة نقدية حادة تجاه المشهد السياسي الأمريكي، معتبرة أن الحزبين فشلا في الحفاظ على ثقة المواطنين، وأن حالة السخط العام تعكس رغبة حقيقية في تغيير جذري، وهو خطاب اعتبره بعض الحاضرين تحولاً واضحاً مقارنة بمواقفها الدفاعية السابقة.
وفي تصريحات لاحقة، ألمحت هاريس صراحة إلى عدم إغلاقها باب الترشح، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب مراجعة عميقة لنماذج القيادة القائمة.
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسمها أن أي قرار مستقبلي سيُبنى على الإصغاء للناخبين وتقييم إخفاقات المرحلة الراهنة، والمساهمة في رسم أفق سياسي جديد لما بعد الاستقطاب الحالي.




