أعلنت وكالة ناسا عن اكتشاف كوكب جديد على حافة النظام الشمسي يبعد 13 مليار كم عنا. وهو أبعد بثلاث مرات من بعد بلوتو الكوكب التاسع الذي يبعد عنا بمسافة (6 مليار كم). وتتفاوت مسافة ابتعاد الكوكب عن الشمس بين مليار كم حيث المشتري وحتى أورانوس 2 مليار وهي 4 مليار كم عند نبتون.
أما حافة النظام الشمسي عند سحابة (أو أورت) فهي تبدأ من 13 مليار كم لتصل إلى 7500 مليار كم لحين الدخول في نظام شمسي جديد!! لاننسى أن نذكركم بحزام كويبر الذي اكتشفه الهولندي وفيها تكون نهاية نظامنا الشمسي الذي ننتسب إلى عائلته وهو نظام من الجلاكسي (Galaxy) أي المجرة وفي مجرتنا يسبح ما لايقل عن مائة مليار نظام شمسي آخر يتوقع أن تكون فيها حياة وحضارات؟
وأما بعد الأرض عن الشمس وحتى المريخ فهي مسافات سخيفة أمام الكون الممتد. والكوكب الجديد مجمد في الدرجة 240 تحت الصفر (بالمناسبة الصفر المطلق الذي ليس بعده برودة هو الرقم 273.15) ويدور على خط إهليلجي لمسافة 130 مليار كم حول الشمس.
وترى الشمس من سطحه كقرص ضئيل يمكن أن يتغطى بالكامل برأس إبرة. ويشبه المريخ بحمرته. والدورة الكاملة له ليست 365 يوماً كما هي في السنة الأرضية بل 10500 سنة من سنوات الأرض؟ وأعطي هذا الكوكب اسم (سيدنا Sedna) وهو لقب آلهة البحار عند شعوب كندا الأصليين (الاينويت Inuit).
وقطر هذا الكوكب 1700 كم مقارنة ببلوتو 2300 كم أو القمر 3476 كم أو الأرض 12756 كم. وبين الحين والآخر يتم الإعلان عن كشف كوكب جديد خلف حزام نبتون الكوكب الغازي.
والعالم ميشيل براون من وكالة ناسا اكتشف عام 2002م الكوكب (كوا أوار Quaoar) بقطر 1250 كم. كما ُكشف غيره من قبل الكوكب فيرونا عام 2001 م بقطر 900 كم. وفي فبراير 2004م اُكتشف الكوكب المرموز له 2004 DW بقطر يقارب بلوتو 2300 كم.
والكثير من الكواكب تكتشف بعد حزام نبتون المعروف بحزام كويبر (Kuiper) وهو غلاف حامي للنظام الشمسي.
وقد كشف الهولندي (جان أو أورت Jan Oort) عام 1950 غلافاً آخر حاميا للنظام الشمسي مثل قشرة الجوز على مسافة 13 مليار كم تتجمع فيه أكثر من بليون مذنب من الجليد والصخور على شكل قذائف كونية رجوما (كما في الآية وجعلناها رجوما للشياطين) فهو مخزن طلقات المذنبات عبر كواكب النظام الشمسي.
ومن هذا الغلاف تأخذ المذنبات طاقة الكهرباء وهي تئز بين الكواكب أزا. والكوكب المكتشف يقع بعيدا عند حافة النظام الشمسي المعروف عند سحابة أو أورت على بعد 13 مليار كم. وتتراوح التكهنات في تعليل وجوده بين سحبه من شمس مجاورة، أو أنه واقع تحت تأثير كوكب بحجم الأرض غير مكتشف حتى الآن.
وسيبقى كوكب سيدنا تحت أنظارنا لمدة 150 عاماً أخرى حتى يبتعد في مساره عن الأرض. (هذا إن بقينا ولم ندمر كوكبنا؟) كما حصل مع المريخ عام 2003م حيث لم يكن أشد قربا من الأرض منذ ستين ألف سنة. وهذا يعني أن علينا الانتظار عشرة آلاف سنة أخرى حتى يمكن أن نحدق فيه جيدا.
وقصة اكتشاف الكواكب تستلهم الخيال. وأرسل لي أحدهم يقول عن يوسف عليه السلام أنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم له ساجدين. وجاء تفسير المنام في سجود أهله له بعد كذلك كما جاء في سورة يوسف ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا.
والسؤال هل يوجد أحد عشر كوكبا في النظام الشمسي. ويبدو أن هذا الكشف وأمثاله يقترب من هذا المعنى. ولكن حذار من تحميل القرآن على التطورات العلمية قبل أن تتحول إلى حقائق كما يرتكب جماعة الإعجاز العلمي من حماقات على حد تعبير محمد كامل حسين (وربما ينطبق عليهم قولة الإزعاج العلمي).
وكما يقول (بريان مارسدن Brian Marsden) من الاتحاد الفلكي العالمي أنه من الخطأ اعتبار بلوتو الكوكب التاسع كما انه من الخطأ اعتبار الكوكب سيدنا الكوكب العاشر. وقبل 74 سنة اكتشف الكوكب بلوتو واعتبر أنه الكوكب التاسع بعد: عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأوانوس.
وحسب قانون كبلر الثالث الذي يقول بتناسب (مربع مسافة) دوران الكواكب مع القيمة (التكعيبية لبعدها مضروبة ثلاث مرات) عن الشمس كان من المفروض اكتشاف كوكب بين المريخ والمشتري وما عثر عليه هو حطام كوكب. قد يكون قد دمر في فترة كونية مجهولة.
والعلم لم ينته وحتى ترسخ الحقائق علينا التريث وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً. والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون.
وكما نعرف من أحدث المعلومات أن الكون بدأ من نقطة رياضية متفردة حيث كان الكون المهول مضغوط في حيز أقل من بروتون واحد ثم بدأ خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه في رحلة امتدت عبر مليارات السنوات، ولخلق الكون أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون. وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.




