توصلت القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مساء الاثنين، إلى اتفاق لخفض التصعيد في مدينة حلب شمال البلاد، عقب مواجهات متبادلة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأثارت حالة من التوتر الأمني في المدينة.
وأفادت مصادر رسمية بأن القيادة العامة للجيش السوري أصدرت أوامر بوقف استهداف مواقع النيران التابعة لـ«قسد»، فيما أعلنت الأخيرة بدورها تعليق العمليات العسكرية عقب اتصالات هدفت إلى احتواء التصعيد ومنع اتساع رقعته.
وأكدت وزارة الصحة السورية مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين، بينهم أطفال وعناصر من الدفاع المدني، جراء قصف طال أحياء سكنية، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن اندلاع الاشتباكات في منطقتي الشيخ مقصود والأشرفية.
وعلى خلفية التدهور الأمني، قررت سلطات حلب تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية وإغلاق عدد من المرافق الإدارية مؤقتا، في وقت تحدث فيه سكان عن أصوات قصف كثيف وانتشار واسع للقوات العسكرية داخل المدينة.
ويأتي هذا التطور بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال زيارته إلى دمشق، أشار فيها إلى ما وصفه بتعثر التزام «قسد» باتفاق دمجها في مؤسسات الدولة السورية، وهو الاتفاق الموقع في مارس الماضي بين الإدارة السورية وقائد «قسد» مظلوم عبدي.
وتعتبر أنقرة «قسد» منظمة إرهابية، محذرة من اللجوء إلى الخيار العسكري في حال عدم تنفيذ الاتفاق، فيما ترى دمشق أن استمرار الخلافات يعرقل مسار توحيد البلاد بعد سنوات من النزاع.
ورغم تأكيد الطرفين وجود قنوات تواصل لمعالجة الخلافات، فإن تباين المواقف بشأن مستقبل الحكم الذاتي الكردي ومصير القوات المسلحة التابعة لـ«قسد» لا يزال يهدد بإعادة إشعال التوتر، في مرحلة حساسة تسعى فيها سوريا إلى تجاوز إرث حرب استمرت أكثر من عقد.




