أصدرت محكمة تونسية، الثلاثاء، أحكامًا بالسجن المؤبد في حق 11 متهمًا في قضية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي قُتل بمدينة صفاقس سنة 2016، في واحدة من أبرز قضايا الاغتيال المرتبطة بملفات الإرهاب والتجسس في البلاد.
وأفاد عضو هيئة الدفاع مختار الجماعي، عبر تدوينة على منصة فيسبوك، أن الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة قضت بالسجن مدى الحياة في حق جميع المتهمين، مشيرًا إلى أنهم حوكموا غيابيًا لكونهم في حالة فرار.
وتتهم السلطات التونسية في هذه القضية شخصين من حاملي الجنسية البوسنية بتنفيذ عملية الاغتيال، إلى جانب ستة أجانب وثلاثة تونسيين، جميعهم ملاحقون بتهمة القتل العمد.
وكان الزواري، البالغ من العمر 49 عامًا، قد اغتيل في 15 ديسمبر 2016 أمام منزله في صفاقس، بعدما أطلق عليه مسلحون نحو 20 رصاصة أثناء استعداده لركوب سيارته.
وبعد الحادث، أعلنت حركة حماس انتماءه إلى جناحها العسكري “كتائب القسام”، وكشفت عن إشرافه على برنامج تطوير طائرات مسيّرة استخدمت خلال الحرب مع إسرائيل عام 2014.
واتهمت الحركة آنذاك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بالوقوف وراء الاغتيال، في حين التزمت إسرائيل الصمت، كما هو معتاد في قضايا الاغتيالات المنسوبة إليها.
ويعد محمد الزواري أحد أبرز المهندسين التونسيين في مجال الطيران، إذ درس الهندسة وعمل طيارًا، قبل أن تدفعه ملاحقاته الأمنية خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى مغادرة البلاد مطلع التسعينيات، متنقلًا بين ليبيا وسوريا والسودان، ثم عاد لاحقًا إلى سوريا حيث عمل في مجال الصيانة التقنية.
التحق الزواري بحركة حماس سنة 2006، وشارك في تطوير طائرات من دون طيار، قبل أن يسهم لاحقًا في برنامج “أبابيل 1” الذي استُخدم خلال حرب غزة سنة 2014، كما زار إيران ضمن فريق تقني مختص بصناعة المسيّرات.
وبعد الثورة التونسية سنة 2011، عاد الزواري إلى بلاده، وتخرج من المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وعمل أستاذًا جامعيًا ومديرًا فنيًا بإحدى شركات الهندسة، إضافة إلى تأسيسه ناديًا لتدريب الشباب على تصنيع الطائرات المسيّرة بوسائل بسيطة.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، اتجه الزواري إلى تطوير المسيّرات البحرية والغواصات المُتحكم فيها عن بُعد، قبل أن يُغتال في عملية وُصفت حينها بالاحترافية. وقد أطلقت حركة حماس لاحقًا اسمه على طائرات مسيّرة انتحارية استخدمتها في مواجهاتها مع إسرائيل.




