يواصل المغرب تسريع خطواته نحو بناء استقلاله الطاقي عبر تطوير بنية تحتية متقدمة لاستيراد وتخزين وتحويل الغاز الطبيعي المسال، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المحطات الإسبانية وتعويض توقف الإمدادات الجزائرية منذ 2021.
وفي أحدث مستجدات هذا الملف، كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرباط أطلقت طلب عروض دولياً لتزويد ميناء الناظور “غرب المتوسط” بمحطة غاز عائمة مخصّصة للتخزين وإعادة التحويل، يفترض أن تدخل الخدمة ابتداءً من العام المقبل.
المشروع، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المملكة، يُرفق بخطط لبناء وتمويل وتشغيل شبكة من الأنابيب تربط الميناء بالمناطق الصناعية، بتكلفة إجمالية قد تصل إلى مليار دولار.
ومن المرتقب أن تُفتح المناقصات الخاصة بالمحطة في فبراير، بالتزامن مع الإعلان عن الشركات المؤهّلة لإنجاز خطوط الأنابيب الجديدة.
ويأتي هذا المشروع في سياق طموح حكومي لرفع استهلاك الغاز من 1.2 إلى 12 مليار متر مكعب سنة 2030، وتحويل المغرب إلى فاعل إقليمي في سوق الغاز الطبيعي المسال.
وتتضمن الخطط الاستثمارية الأوسع تخصيص 1.5 مليار دولار لتعزيز البنية التحتية الخاصة باستيراد الغاز، مقابل ملياري دولار إضافية لبناء محطات كهرباء تعمل بالغاز، بما يرفع إنتاج الكهرباء بالغاز إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات المقبلة.
وتتجه المملكة، وفق الرؤية الطاقية المعلنة، إلى التخلص التدريجي من الفحم بحلول 2050، بالاعتماد على توسيع مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، إضافة إلى مرافق تخزين الطاقة.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزارة الانتقال الطاقي عن مشروع إنشاء ثلاث محطات لتحويل الغاز الطبيعي المسال: الأولى في الناظور، والثانية في المحمدية، والثالثة بالداخلة في مرحلة لاحقة، في مسعى لتحديث المنظومة الطاقية الوطنية وإرساء استقلالية أكبر عن البنى التحتية الأجنبية.




