أفريقياإقتصادالشأن الإسباني
أخر الأخبار

اللقاء الاقتصادي الإسباني المغربي في مدريد.. يمهّد لاجتماع رفيع ويكشف تنسيقاً متصاعداً بين البلدين

احتضنت مقرّ الكونفدرالية الإسبانية لمنظمات الأعمال (CEOE) في مدريد لقاءً اقتصادياً موسعاً جمع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال من إسبانيا والمغرب، وذلك قبيل انعقاد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع رفيع المستوى بين حكومتي البلدين في 4 دجنبر.

وقد شكّل اللقاء مناسبة لتجديد التأكيد على متانة الشراكة الثنائية ورهانها على مرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي.

في كلمته الختامية، شدّد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش على “عمق الروابط التاريخية والثقافية” بين الرباط ومدريد، مؤكداً أن الاعتراف الإسباني بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء مثّل محطة محورية دفعت الشراكة نحو مستوى غير مسبوق.

وأبرز أخنوش أن المبادلات التجارية بلغت في 2024 نحو 20 مليار يورو، وهو ما يعكس “تشابكاً حقيقياً في سلاسل الإنتاج والبنية اللوجستيكية بين البلدين”.

ودعا رئيس الحكومة الشركات الإسبانية، بما فيها المقاولات الصغرى والمتوسطة، للاستفادة من الامتيازات الضريبية المغربية وفرص الاستثمار التي يفتحها الاقتصاد الوطني، خاصة مع الاستعدادات المشتركة لتنظيم مونديال 2030.

من جانبه، أكد وزير النقل الإسباني أوسكار بوينتي أن العلاقات الإسبانية-المغربية تعيش “أفضل فتراتها منذ عقود”، مضيفاً أن قطاع النقل والبنيات التحتية يشكل أحد أكبر مجالات التعاون المستقبلي، سواء في مشاريع السكك الحديدية عالية السرعة أو تطوير المطارات، مبرزاً أن التجربة الإسبانية في الـAVE “جاهزة لتسهم في تحديث الشبكات المغربية”.

وخلال الجلسة الافتتاحية، اعتبر وزير الاستثمار المغربي كريم زيدان أن الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس اضطلعا بدور أساسي في ترسيخ علاقة “قائمة على الثقة والتوقع والاستمرارية”، مشيراً إلى أن الاقتصادين يسيران اليوم في مسار تقاربي واضح.

وأكد أن المغرب يحتاج شراكة إنتاجية وتكنولوجية مع إسبانيا لمواكبة انتقاله الصناعي.

أما وزير الفلاحة الإسباني لويس بلاناس فشدد على أهمية تعزيز التعاون التقني لمواجهة تحديات التغير المناخي وتقوية الروابط التجارية.

كما استعرض ممثلو المنظمات الاقتصادية في البلدين—من CEOE وCGEM وغرف التجارة—فرصاً واسعة في قطاعات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر وإدارة المياه والصناعات التحويلية والنقل، مؤكدين أن البلدين يشكّلان منصتين متكاملتين: إسبانيا بوابة نحو أوروبا وأمريكا اللاتينية، والمغرب منصة أساسية للولوج إلى إفريقيا.

واختُتمت الجلسات بحوارات تناولت البعد الثلاثي بين المغرب وإسبانيا وأمريكا اللاتينية، مع التأكيد على دور مدريد كحلقة وصل بين الضفتين، وعلى أهمية تحويل الشراكة الاقتصادية إلى فضاء أوسع للتكامل الإقليمي.

https://anbaaexpress.ma/ymdat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى