نشرت فيديو عن الرواد الجدد في صحراء الفكر العربية فمنهم من يزعم أنه عثر على نبع زمزم فإذا جئت رأيته سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. وممن أصغى لكلماتي فلم ينتبه إلى المقصد الأسمى في الحديث وهو حكم تعدد الزوجات في الإسلام وأنه المخرج من ورطات كثيرات ليس أقلها موضوع الخروج من وضع لايطاق، فالإسلام أباح التعدد وفي الواقع (التحدد) فهناك من كان متزوجا بعشر فطالبته الشريعة بالتخلي عن ست والاحتفاظ بأربع وهو أمر لاينتبه له الناس، وفي أوربا اضطروا إن يرجعوا إلى الشريعة الإسلامية بالتعدد سرا والطلاق علنا ورسميا.
ومن حين لآخر يخرج علينا قوم يبتغون الشهرة فينزلوا إلى الشارع عراة فيعرفهم الناس ويسفهون آراءهم ولكن المهم أنه أصبح بطلا فكريا لامعا خاصة إذا شتم الملة والأمة كما فعل كاتب مصري ليس له من اسمه نصيب ماهر. وفي المغرب أعرف أن الحمامي الذي هرب من دكالة إلى حلقات التنصير ففتحوا له قناة وأمدوه برجال وخبرات وأموال ليوزع على الناس آراء تقول أن الإسلام غلط والقرآن كذب ومحمد (صلى الله عليه وسلم) دجال. وهي تهم ليست جديدة ومراجعة بسيطة في القرآن تقرأ التهم جزافا: ساحر وشاعر وكاهن ومجنون ومفتري.
ومع كتابة هذه الأسطر جاءني من أخ مغربي فاضل أن ثمة حكم من المحكمة على عبده ماهر بالسجن لخمس سنين بتهمة الازدراء بالأديان. والرجل وضع كتابا فيه استفزاز واسع بعنوان ظالم (إضلال الامة بفقه الأئمة) وكأنه يعبر عن نفسه بهذا العنوان اللاأخلاقي العدواني
فهو فعلا إضلال كما قال القرآن وضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. ومن المغرب أيضا أرسل لي الأخ عبد الحميد أبو زرة أن الرجل أي الماهر قد وضع أحاديث غير مقبولة ليصل إلى خاتمة تناقض مايقول به فهناك أحاديث مرفوضة وشاذة يجب أن يغربل التراث منها وهي ليست كثيرة أمام نبع زاخر من الحكمة يريد الرجل أن يحرمنا منها.
المهم أرسلت للأخ المغربي نور الدين وجهة نظري في هذا (الشحرور الصغير) الذي ينحو على نهج أستاذه الشامي في موضوع نفي الترادف في القرآن وأن الخمر ليس حراما مالم يدير الرأس وأن البنين تعني البنايات وأن النساء لاتعني النساء إلى آخر السيمفونية. وهكذا فمسيلمة يفرخ أنسالا جديدة وفروعا في مصر والمغرب.
من أرسل لي متحمسا له سيدة من ألمانيا على علم وثقافة فكانت بيننا مناقشة مثمرة، ولمن يريد الاطلاع على رأيي بالتفصيل فليراجع قناتي ورحلتي في عالم الطب والفكر الحلقة 396. قلت للأخت المكرمة بنت الشهيد رحمة الله على الوالد. تعلمي قاعدة أنا على حق ويحتمل أن أكون مخطئا. المفسرون العشرة اشتغلوا على النص بمهارة بما فيها الجانب اللغوي ثم مناسبة النزول.
ارجعي إلى الآية 3 من سورة النساء جيدا. الاية لاتقول: إن خفتم أن تظلموا الفتيات ممن مات أهلوهم في ظروف الحرب أو لم يكن لهم آباء حينها تزوجوا من فتيات الأرامل واليتامى ولا مانع أن تضموا لبيت الزوجية إلى مقدار أربعة نساء. ولم نفهم لماذا أربعة ولم يكونوا تسعة بنص الآية مثنى 2 وثلاث 3 ورباع 4 = حاصل الجمع تسعة. ونحن نعلم أن الرسول ص حين مات خلفه تسعة نسوة فما رأيك؟
المفسرون قالوا إن التعدد حكم مربوط ومشروط بالعدل ، وهكذا يكون سياق الآية إن خفتم ضياع العدل فلا حرج ويمكن لكم أن تتزوجوا أكثر من واحدة ولكن بشرط العدل وهو أمر متعسر جدا حتى لو حاول صاحبه.
كان رسول الرحمة ص يعترف بهذا فيقول هذا ما أملك أما قلبي فلا أملكه. ارجعي الى كتاب بنت الشاطيء عن زوجات النبي. ونفس الشيء تحدث به بتوسع رشيد رضا في تفسيره (المنار). وهكذا فالاية 3 من سورة النساء لم تقل إذا إن ظننتم أنه لن يتحقق العدل في اليتامى فتزوجوا اليتامى حتى تسعة بنات؟؟؟
تابعت حواري مع السيدة المذكورة وهي في ألمانيا تعمل في مختبر للأحياء، وكما ترين فالمسـألة تدور حول مشكلة اجتماعية لامهرب منها في ظروف معينة؛ فهل يفعل كما يفعل الألمان بزواج الخفية لظروف معينة من عدم الانجاب أو الضعف أو المرض أو الحرب أو الحب ويحدث أحيانا وأعرف الكثيرين منهم ممن عشقوا غير زوجاتهم من سكرتيرة طبيب أو مساعدة جنرال وهو ماروي عن أيزنهاور الذي عشق واحدة تعمل بجنبه أثناء اجتياح أوربا بعملية السيد الأعلى (Over lord) ولكنه كان حصورا عنينا ليس عنده قدرة الانتصاب ولم تكن حبوب الفياجرا معروفة.
والسبب بيولوجي بحت فالمرأة عندها غريزة الأمومة أقوى من الجنس كما في أبحاث عالم النفس مكدوجل. ولو تزوج رجل واحد بمائة امرأة شابة أنجب العشرات. ولو عاشرت امراة ألف رجل لم تنجب إلا واحدا أو توأم في أحسن الأحوال. فماذا نفعل؟
حسب كتاب بيتر فارب عن الجنس البشري أنه جرب كل أنواع العلاقات الجنسية ورسى الموضوع على واحدة لواحد. إلا في الاستثناءات وهو ماذكره القرآن. أنه قانون تحديد الزوجات وليس تعدد الزوجات كما جاء في السيرة.
الموضوع حساس جدا أخت فاطمة بنت الشهيد.
وصدقيني كما يقول الإمام ابن حزم في كتابه طوق الحمامة ما اجتمع رجل بامرأة ألا وتحركت الغريزة وهو يروي عن نفسه. وأنه يعشق النساء الشقراوات البيض لذا نرى أن كل امرأة تراقب زوجها بصرامة فإذا انجبت اطمأنت إلى درع الحماية من الأولاد فأهملت نفسها وبدأ زوجها في النظر الى الكثيرات من الشابات بسبب بيولوجي بحت للإنجاب وهي أي المرأة أخذت حصتها من الحبل من الرجل؟ هذا الموضوع صادم ومزعج وحساس وتظن المرأة أنها محصنة لأن زوجها تقي نقي ولا يعرف خائنة الأعين وماتخفي الصدور. لذا كان على المرأة مراعاة هذا الجانب بالزينة واللباس والرائحة الطيبة وإشباع زوجها جنسيا ـ عفوا ـ فهذا هو الواقع. وأن لاتبتعد عنه كثيرا وهو مافعله الخطاب (ر) في الحملات العسكرية أن لايغيبوا أكثر من ثلاثة أشهر عن زوجاتهم.
أختي الفاضلة بنت الشهيد: أعرف أنك انفعلت وغضبت وكتبت ما كتبت ولكن أمثال الشحرور والقبانجي والماهر بدون مهارة روجت لهم مراكز خبيثة بمال ودعاية للترويج لآرائهم ـ عفوا شتم الأمة ـ كما في صاحبنا المسكين الماهر بدون مهارة.
إذن المكرمة فاطمة افتحي عينك على زوجك جيدا مهما ظننت أنه من الصحابة المتقين واحفظي نصائحي جيدا وإلى أخر لحظة من حياتك فالرجال حتى المتقين ينطبق عليهم ماقاله أبوقراط أبو الطب يوما؛ فقد عرف رجل في أثينا أنه يقرأ ويتفرس في الرجال والنساء ولا يخيب فلما عرض عليه أبو قراط قال هو زاني؟؟؟
رجعوا لأبو قراط وقالوا له ويلك انظر مايقول فيك ؟ أجاب نعم أنا أزني في قلبي ولكني أردع نفسي عن ممارسته. ومنه جاء في الأنجيل أن هناك من يزني في نظره وقلبه، ومنه جاءت تشريعات القرآن في اللباس والمخالطة والنظر والمحارم والخلوة وما شابه؛ فالمسألة الجنسية حساسة جدا خاصة للرجال الذين تزوغ أعينهم في محاجر النساء. انظري إلى الدعارة من يمارسها؟ المرأة لأن الرجل يشتهيها فهو يندفع أهوجا بل ويخطف الحبيبة في الظلام. وما زال عند الشراكس تقليد الخطف وارد؟ بل وحتى في قسم من التركمان والمغول وجنكيزخان كانت مأساته ومأساة العالم زوجته بوري التي خطفت.
الغالية فاطمة بنت الشهيد رحمة الله على الوالد (قتل في سجون البراميلي) . نظرية الإسلام هي التعدد المشروط وليس العلاقات الشهوانية الإباحية.؟ (يراجع في هذا كتاب السيرة لقطب في ظلال القرآن ودفاعه المطول عن المسألة). مع ذلك فهناك حب يتفجر أحيانا في صدر كل من المرأة والرجل، والسبب خلفه هو الزوجة المقصرة فهي السبب في هذا؛ فهي بعد أن تنجب عشرة أو خمس عشرة بطنا تصبح مثل البقرة الهولندية، وتترك نفسها متسخة. رائحتها قبيحة وملابسها أقبح. والرجل لايرى نفسه أنه أصبح أقبح منها بل تزوغ نظراته إلى الفتيات الرشيقات إلا من رحم ربي . وهو مع ذلك يرى وتتحرك نفسه
ويحصل للزوجة الشابة نفس الشيء حين تتزوج رجلا مسنا واهنا لايقدر على شيء، وترى الشباب حولها فتتحرك نفسها نحو الحرام. نحن كما ترين أمام نظرية كاملة في العلاقات الجنسية. وهذا الكلام هو ليس لك فقط بل هو مشروع مقالتي بعنوان العلاقات الجنسية وحدودها. وفي هذا أنصحك بقراءة حياتنا الجنسية للقباني فقد شرح باستفاضة جوانب المسألة. كذلك مراجعة ماأنتجه معهد كينيسي في أمريكا حين درسوا الظاهرة الجنسية مثلما ندرس نحن تشريح الجسم. ومنه وجب وضع منهج خاص لأولادنا وبناتنا بحياء المؤمن في تعريفهم بالوظائف الجنسية وكيفية بناء عائلات سعيدة. وتكون على ثلاث مراحل تبدأ لماذا امتلكت الفتاة أعضاء تناسلية مختلفة لتنتهي بشرح العملية الجنسية والحبل والتوالد ومن يأتي ابن آدم وليس أن طير اللقلق (البيلاجر) أحضره من السماء. وإن لم نفعل فلسوف يجدونها سرا في غفلة عن الأعين لأنها من أقوى دوافع الوجود. الطاقة النووية والطاقة الجنسية هما أعتى الطاقات في الوجود. وهي من أسس فرويد نظرية كاملة عن هذا الموضوع فضل وأضل.
وكان رسول الرحمة ص يشرح لمن حوله هذه الأمور بدون وقاحة بل بحياء ومنه وصف رسول الرحمة نساء الأنصار أنه لم يكن يمنعهن الحياء من التفقه في الدين. بل والقرآن نفسه تعرض للموضوع بصراحة في أحكام وقصص راجعي سورة القصص ويوسف على هذه النية.
والخلاصة التي نخرج منها للخلاص من تخريجات وتخبيصات الديانة الشحرورية وفرعها الممتد الهزيل في مصر والمغرب أن القرآن حدد العلاقات الجنسية. ثم شرع الزواج الحلال، ثم وضع شروطا قاسية للتعدد ولكنه أباحه حتى لايكون سفاحا وأخدان ودور دعارة ومسيار ومتعة. في حين أن أوربا والغرب مارست الزنا سرا فعددت الزوجات سفاحا وخفية عن الأعين وخيانة للزوجات (كما رأيته أنا في مشفى ألماني اشتغلت به فكان الشيف يذهب لإجازته في اليونان مع السكرتيرة) كما مارس الغرب والطلاق علنا، وكذلك الزنا المشروط مايشبه متعة الشيعة بالصديقة والصديق فيدخل الشاب بيت البنت فيستقبله الأب ويخصص لهم غرفة للزنا، وليست هذه البلية لوحدها بل الشذوذ الجنسي وانتشار الأيدز وتفشي الأمراض الجنسية مثل الزهري والسيلان البني والايدز والكورونا.
وهناك من يزيغ عن الهورمونات وتوزيعها عند الرجال والنساء؛ فهورومون التستوسترون ينتج من أكثر من مصنع (الكظر والخصية) في حين أن المرأة تتنازعها هورمونات البروجسترون والاوستروجين فتنشط في نصف الدورة استعدادا للحبل وتنزف دموعا حمراء مع نهاية الدورة لعدم الحبل. وكلا منها بما فيها هورومون الذكورة التستوسترون من قاعدة الكوسترول. ولذا فالمرأة والرجل يكمل كل منهما الآخر. ولكن كما ذكرنا فالقاعدة البيولوجية أن الجنس البشري كي يحافظ على نفسه لابد له من نسبة تزايد هي 2,3 أي انجا ب3 أطفال لزوجين.
ولذا وضعت فينا الحياة دينمو لايعرف الهدوء خاصة عند الرجال ولو وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا
اذكر من جدي شخموس وصفي جيدا كيف بقيت نفسه (خضراء) حتى وهو مقعد في سريره، وفي هذا كتب كولن ويلسون العجيب في كتابه أصول الدافع الجنسي.
ويقال أن انسان نياندرتال خسفت به الأرض وانقرض لأنه لم يتكاثر وفق هذه النسبة أو هناك احتمال أن اجدادنا الأوائل بفعل التنافس قضوا عليه. كما فعل الكنديون مع السكان الأصليين حين صادروا الأطفال وحرموهم من لغتهم الأصلية وحاولوا تنصيرهم بكل سبيل ممكن أنهم همج يجب إدخالهم سوق الحضارة، في فضيحة اعتذر فيها جستن ترودو رئيس الوزراء الكندي يومها ووضع نظام لتعويض المتضررين. ولا ننس الأمريكيون والأسبان مافعلوا في العالم القديم الجديد.
والخلاصة التي ننتهي إليها أن هناك بعوض يقفز في الليل ويلسع ويسبب الأمراض ولكن الحياة تتدفق مع الضحايا. ومن قفز على الإسلام ليحرقه فهو ينتهي مثلما انتهى الكثير ممن قفزوا في الظلام على طريقة شولم سولم سبع مرات.
فقد جاء في كتاب كليلة ودمنة أن اللصوص اجتمعوا ذات ليلة على سقف رجل ثري فبدأ الزوجان في الحديث عن الثروة وكيفية تحصيلها وأن أفضل طريق لها هو اعتلاء شعاع القمر والقول سبع مرات شولم شولم فينزل بهدوء فيسرق ثم يعتلي ظهر الشعاع من جديد فيرجع من حيث جاء. سمع كبير الحرامية القصة فطبقها فكانت النهاية أن دقت عنقه. وكذلك هي نهاية الماهر بدون مهارة والشحرور بدون زقزقة.




