خلفت الفيضانات العنيفة التي ضربت مدينة آسفي، مساء الأحد، حصيلة أولية ثقيلة تمثلت في سبع وفيات مؤكدة، فيما تتواصل عمليات التمشيط والبحث عن مفقودين وسط حالة استنفار قصوى لمختلف المصالح المعنية.
وبحسب معطيات رسمية، فقد تسببت التساقطات المطرية الغزيرة وغير المسبوقة، التي تهاطلت في فترة زمنية وجيزة، في ارتفاع مفاجئ لمنسوب المياه، ما أدى إلى غمر عدد من الأحياء وتحول شوارع رئيسية إلى سيول جارفة، عجزت معها شبكات الصرف عن احتواء الكميات الكبيرة من الأمطار.
وسجلت الأضرار الأكبر بأحياء وسط المدينة، خاصة بالمدينة العتيقة وسيدي بو الذهب، حيث لحقت خسائر مادية جسيمة بالمنازل والمحلات التجارية، وتوقفت حركة السير في عدة محاور، في ظل وصول منسوب المياه إلى مستويات خطيرة ببعض النقاط.
ولم تقتصر آثار الاضطرابات الجوية على آسفي، إذ شهدت مدن أخرى، من بينها تطوان والراشيدية، فيضانات موضعية تسببت في قطع طرق، وتسرب المياه إلى الأحياء المنخفضة، فيما انقطعت الطريق الساحلية بين تطوان والحسيمة مؤقتاً بسبب انجرافات وسيول مفاجئة.
وأعادت هذه التطورات إلى الواجهة نقاشاً متجدداً حول هشاشة البنية التحتية الحضرية، وسط انتقادات متزايدة لغياب الإجراءات الاستباقية وضعف جاهزية شبكات تصريف المياه، في وقت يطالب فيه مواطنون وخبراء بإعادة النظر في سياسات التهيئة وربط المسؤولية بالمحاسبة، لمواجهة تداعيات التقلبات المناخية المتكررة.






تعليق واحد