رياضةمجتمع
أخر الأخبار

طارق السكيتيوي.. عندما تجتمع الكفاءة وحسن الخلق

قاد الناخب الوطني طارق السكيتيوي المنتخب المغربي للاعبين المحليين، أو المنتخب الرديف، إلى تحقيق لقب كأس العرب، المنظم بدولة قطر بين فاتح دجنبر 2025 و18 منه، والذي شاركت فيه مجموعة من المنتخبات العربية بتشكيلاتها الرسمية، مثل السعودية والإمارات والأردن وغيرها.

وقد تميزت هذه النسخة بمنافسة شرسة بين المنتخبات شدت إليها أنظار المتتبعين العالميين، وحظيت بمتابعة إعلامية واسعة، لدرجة تسمية المنافسة بـ”مونديال العرب”

هذا الإنجاز الكبير للمنتخب المغربي جاء بعد بضعة أشهر على تحقيق لقب «الشان»، أو كأس إفريقيا للاعبين المحليين، بأداء متميز للفريق الوطني في مواجهة منتخبات رائدة على المستوى القاري، مثل نيجيريا ومالي والسنغال ومدغشقر.

وقد برزت بوضوح لمسة المدرب طارق السكيتيوي على أداء المنتخب، وشكلت علامة فارقة في التأثير على اللاعبين، وخلق جو من التضامن والتعاون بينهم، وبث الثقة في نفوسهم، وشحن إرادتهم وعزيمتهم، وهو ما اتضح جلياً في التصريحات التي يقدمها اللاعبون، سواء في الندوات الصحفية أو عقب المباريات.

هذا التأثير الإيجابي ليس وليد الصدفة، وإنما هو ثمرة استثمار خبرة سنوات من العطاء في المستطيل الأخضر، بداية من اللعب في فئة الشباب بنادي المغرب الفاسي سنة 1995، مروراً بالفريق الأول للنادي، ثم مجموعة من التجارب الأوروبية بين فرنسا والبرتغال وسويسرا وهولندا، قبل العودة مرة أخرى إلى البرتغال سنة 2007، حيث شكلت تلك المرحلة الفترة الذهبية في المسيرة الاحترافية لسليل عائلة رياضية من الجد إلى الأب ثم الإخوة.

وقد اختتم مسيرته الكروية بأفضل طريقة مع فريقه الأم، المغرب الفاسي، حيث توج معه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية في موسم 2010-2011، دون نسيان تفوقه رفقة المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا سنة 2004 بتونس، التي نال فيها الوصافة في مباراة نارية ضد منتخب البلد المنظم، تحت قيادة الناخب الوطني بادو الزاكي.

بعد ذلك، اتجه إلى التكوين في مجال التدريب، حيث خضع لتكوين متخصص في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ليلج غمار التدريب من خلال الإشراف على عدة فرق محلية، أبرزها تدريبه لفريق نهضة بركان وتحقيقه معه لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2020، ما رفع أسهمه كإطار وطني.

وها هو اليوم يبصم على فترة ذهبية لافتة في تاريخ الكرة المغربية، تكتب اسمه بمداد ذهبي في سجل الإنجازات الوطنية.

كما أن كل من اشتغل إلى جانبه يشهد له بالكفاءة العالية، وحسن الأخلاق، والرقي في التعامل، سواء مع اللاعبين أو الأطر التقنية والإدارية المرافقة. يتجنب المشادات الكلامية وكهربة الأجواء وخلق مناخ متوتر، حيث يعمل على توطيد الروابط وتغليب الموضوعية على العاطفة في اختياراته التقنية، ما يجعل اللاعب الاحتياطي مقتنعاً بخياراته قبل اللاعب الرسمي.

كما أن قراءته التقنية للمباريات تميزه بأسلوب تكتيكي فريد يتناسب مع كل فترة من فترات المباراة.

كفاءة طارق السكيتيوي تتقاطع مع السياسة العمومية الرياضية بصفة عامة، والكروية على وجه التخصيص، والتي يقودها فوزي لقجع بتوجيهات ملكية سامية، وهو ما أدى إلى حصد نتائج إيجابية منذ مدة على مستوى أغلب الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية.

لذلك، يتنبأ المتتبعون بمستقبل زاهر للسكيتيوي في مجال التدريب، لجمعه بين الكفاءة، والتكوين، وحسن الخلق والمعاملة.

مع متمنياتنا بالتوفيق والنجاح للمنتخب الوطني الأول في منافسة كأس إفريقيا، بقيادة الناخب وليد الركراكي، المنظمة بالمغرب بين 22 دجنبر 2025 و18 يناير 2026.

https://anbaaexpress.ma/rle7a

ياسين المصلوحي

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى