شهدت المناطق الشمالية الشرقية من موريتانيا، القريبة من الحدود مع الجزائر، حادثا أمنيا مقلقا، بعدما أطلق جنود جزائريون، يوم الاثنين 28 دجنبر، النار على مجموعة من المنقبين الموريتانيين عن الذهب.
ورغم عدم تسجيل خسائر في الأرواح، إلا أن الواقعة خلفت حالة من القلق والاستياء في صفوف المدنيين.
وبحسب المعطيات المتوفرة، لم تقتصر الواقعة على إطلاق النار، إذ أقدم الجنود الجزائريون على مصادرة معدات المنقبين، إلى جانب الاعتداء الجسدي عليهم، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح متفاوتة، واضطرار المجموعة إلى مغادرة المنطقة على وجه السرعة.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الاختراقات الحدودية التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.
ففي 20 دجنبر 2024، سجل دخول دورية جزائرية إلى داخل الأراضي الموريتانية على متن مركبة عسكرية، ما تسبب في احتكاك مباشر مع وحدة من الجيش الموريتاني المكلفة بمراقبة الحدود.
وقد بررت الدورية الجزائرية الواقعة بملاحقة عناصر إرهابية، مشيرة إلى ضعف الاتصالات، وهي تفسيرات وُصفت حينها بغير المقنعة.
كما أعادت هذه التطورات إلى الواجهة حادثة اختطاف عدد من المنقبين الموريتانيين عن الذهب في شتنبر الماضي، قرب منطقة المالحة، من طرف عناصر تابعة لجبهة البوليساريو، رغم وقوع المنطقة داخل التراب الموريتاني.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية بأن عناصر من البوليساريو أقدموا الأسبوع الماضي على ابتزاز منقبين موريتانيين، وأجبروهم على دفع مبلغ يناهز 1500 أوقية، ما يعكس تصاعدا مقلقا في التهديدات الأمنية التي تواجه المدنيين في المناطق الحدودية، ويطرح تساؤلات متجددة حول أمن الحدود واحترام السيادة الموريتانية.




