هيمن ملف الصحراء المغربية على أشغال الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في مدريد
حيث أكدت الحكومة الإسبانية مجدداً دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب منذ 2007
معتبرة إياها الحل الأكثر واقعية وملاءمة لمسار تسوية النزاع المرجعيات الأممية
ويأتي هذا الموقف في سياق دينامية دبلوماسية متواصلة منذ مارس 2022 حين أعلنت مدريد تحولها الإيجابي تجاه مقاربة الرباط
وهو ما مهّد لسلسلة لقاءات واتفاقيات عزّزت العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي
القمة الحالية التي عُقدت بمشاركة رفيعة شهدت توقيع مجموعة واسعة من الاتفاقيات
شملت الزراعة والصيد البحري والتجارة والرقمنة والتعاون القضائي ومكافحة التطرف والتعليم والرياضة والحماية الاجتماعية
وتؤكد هذه الحزمة من التفاهمات رغبة البلدين في رفع مستوى التنسيق وتحديث آليات الشراكة
الجانب الاقتصادي كان حاضراً بقوة خلال المباحثات
إذ تُظهر الأرقام استمرار المغرب كأول شريك تجاري لإسبانيا في إفريقيا بحجم مبادلات تجاوز 22 مليار يورو
مع تطور لافت في قطاعات النسيج والصناعة والسيارات والمنتجات الكيماوية والزراعية
كما يتجه التعاون إلى آفاق أوسع عبر التحضير للقمة الثلاثية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال المرتقبة في فبراير المقبل
استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030 وهو مشروع يُرتقب أن يفتح فرصاً كبرى في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والابتكار الرياضي والسياحي
وتأتي هذه التطورات بعد اعتماد مجلس الأمن قراراً جديداً يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية في وقت يتراجع فيه التأييد الدولي لخيار الانفصال
وتجمع الأوساط الدبلوماسية على أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزاً أكبر لمسار الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد
مدعوماً بعلاقات وثيقة بين العائلتين الملكيتين في البلدين



