أثار ظهور يولاندا دياز، النائبة الثانية لرئيس الوزراء الإسباني وزعيمة تحالف «سومار»، في تسجيل مصوّر تعلن فيه تأييدها للطرح الانفصالي في الصحراء، جدلاً واسعاً داخل الائتلاف الحكومي في مدريد، ودفعها إلى تقديم توضيحات علنية للتأكيد على أن تصريحاتها لا تعبّر عن الخط الرسمي للحكومة.
دياز اختارت توقيتاً حساساً لإعلان موقفها، إذ تزامن حديثها مع انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في العاصمة مدريد، حيث عبّرت بشكل مباشر عن دعمها لانفصال الصحراء، ما وضعها في مواجهة سياسية مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي وقع على البيان الختامي مرحباً بقرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، والذي يؤكد اعتماد مقترح الحكم الذاتي المغربي كأرضية للتفاوض.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أبرزتها وكالة «أوروبا بريس»، جددت دياز تأكيدها على «حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير»، معلنة خلافها الواضح مع الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، الذي يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
كما شددت دياز، خلال تصريحات أعقبت زيارتها لمتحف الملكة صوفيا الوطني، على أنها ستواصل التعبير عن موقفها الداعم للطرح الانفصالي رغم علمها بأن موقف الأغلبية الحكومية يسير في الاتجاه المعاكس. واعتبرت أن البيان المشترك مع المغرب لا يمثل حكومة إسبانيا برمتها، وإنما «التوجه الغالب داخلها»، مشيرة في المقابل إلى أن الاشتراكيين داخل البرلمان يشكلون «أقلية» في هذا الملف.
وكان فيديو لدياز قد أثار الكثير من الجدل بعد قولهـا إن إسبانيا «لن تتنازل عن سنتيمتر واحد من الصحراء»، قبل أن تختم بعبارات رفعتها شخصيات انفصالية، مؤكدة «عاشت الصحراء حرة».
في المقابل، حرصت الحكومة الإسبانية على تجديد موقفها المعلن منذ أبريل 2022، عندما قدم سانشيز التزاماً واضحاً بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وجاء البيان الختامي للاجتماع الأخير ليؤكد هذا التوجه، مشدداً على «الارتياح» للمسار الأممي الداعم للمقترح المغربي.
هذه التطورات تزيد من تعقيد العلاقة داخل الائتلاف الحاكم، إذ يرفض المغرب التعامل رسمياً مع وزراء أقصى اليسار بسبب مواقفهم من قضية الصحراء، بينما يواصل تعامله الطبيعي مع وزراء الحزب الاشتراكي وأعضاء الحكومة الآخرين، رغم أن السياسة الخارجية تبقى من صلاحيات رئيس الوزراء وفق الدستور الإسباني.
من جهته، ذكّر وزير الخارجية المغربي، في تصريحات لوكالة «إيفي» على هامش القمة، بأن إسبانيا كانت أول من «استوعب التحول الدولي» لصالح مقترح الحكم الذاتي، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير جاء ليؤكد جدية الطرح المغربي وصواب الموقف الذي تبنّاه سانشيز.





تعليق واحد