الشأن الإسبانيمجتمع
أخر الأخبار

تصريحات أثنار المعادية للمسلمين تشعل الجدل في إسبانيا.. وانتقادات حادة من سبتة ومليلية

كان الحزب الاشتراكي في سبتة أول المعلنين عن رفضه، حيث أكد في بيان رسمي أن كلام أثنار يحمل طابعًا “عنصريًا وإسلاموفوبيًا” ويتعارض مع قيم المدينة التي تمثل نموذجًا للتنوع الديني والثقافي.

أثار خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، موجة واسعة من الانتقادات بعد تصريحاته التي فرّق فيها بين المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية باعتبارهم “قوة عاملة”، وبين المهاجرين المسلمين الذين وصف وجودهم في البلاد بأنه “مشكلة خطيرة”.

تصريحات أثنار سرعان ما تحولت إلى محور جدل سياسي واجتماعي، خصوصا في سبتة ومليلية، المدينتين اللتين تضمان كتلة وازنة من المواطنين الإسبان المسلمين ذوي الأصول المغربية.

وسارعت عدة أطراف سياسية ومدنية إلى التنديد بما صدر عن المسؤول الأسبق، معتبرة أن تصريحاته تُغذي التطرف وتتنافى مع المبادئ الدستورية التي تشكل الأساس القانوني للتعايش في إسبانيا.

وكان الحزب الاشتراكي في سبتة أول المعلنين عن رفضه، حيث أكد في بيان رسمي أن كلام أثنار يحمل طابعًا “عنصريًا وإسلاموفوبيًا” ويتعارض مع قيم المدينة التي تمثل نموذجًا للتنوع الديني والثقافي.

ووصف الحزب تصريحات أثنار بأنها “إساءة مباشرة للمجتمع المسلم” وترويض غير مسؤول للرأي العام عبر ربط الإسلام بعدم الاندماج.

وفي مليلية، عبّرت الجالية المسلمة بدورها عن استنكار شديد من خلال رسالة رسمية وجهتها إلى أثنار وإلى مؤسسة “فاييس” التي يرأسها.

وطالبت الرسالة بتوضيح علني وتصحيح للموقف، مشددة على أن تصريحات من هذا النوع لا تعكس الواقع وتُسهِم في خلق بيئة اجتماعية مشحونة يمكن أن تُستغل لنشر العداء والكراهية.

وأكدت الجالية أن المسلمين – سواء كانوا مهاجرين أو مواطنين إسبان – جزء أساسي من النسيج الوطني، ويساهمون في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

كما دعت الرسالة مؤسسة “فاييس” إلى الاعتراف بما ألحقته تصريحات أثنار من ضرر، وإلى تبني خطاب سياسي أكثر مسؤولية يراعي حساسية الموضوع ويحترم المكونات الدينية كافة، مؤكدة أن آلاف المسلمين في سبتة ومليلية مواطنون كاملو الحقوق والانتماء.

في المقابل، حاول رئيس مدينة سبتة، خوان فيفاس، نزع فتيل الأزمة، موجهًا رسالة تهدئة أكد فيها أن أثنار لم يكن يشير إلى المسلمين الإسبان في المدينتين، موضحًا أنهم ليسوا مهاجرين بل جزء لا يتجزأ من الهوية المحلية.

ورغم دفاعه عن خلفيات تصريحات الرئيس الأسبق، شدد فيفاس على أن أي تعبير يربط العقيدة الدينية بالمشكلات الاجتماعية “غير مقبول”، وأن التعايش في سبتة ومليلية يمثل نموذجًا حيًا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات متعددة الثقافات.

وأشار فيفاس إلى أن من يشكك في هذه الحقيقة عليه زيارة المدينتين لمعاينة واقع الانسجام بين مكوناتهما الدينية والإثنية، مؤكدا أن خطاب التقسيم لا يخدم إلا من يسعى إلى تأجيج الانقسام في ظرف أوروبي شديد الحساسية تجاه قضايا المهاجرين والمسلمين.

ورغم محاولات التهدئة، يرى المنتقدون أن تصريحات أثنارةبحكم رمزيته السياسية وموقعه السابق لا يمكن أن تقرأ بمعزل عن تأثيرها على المزاج العام، خصوصا في وقت تشهد فيه أوروبا صعودًا ملحوظًا لخطاب اليمين المتطرف، ما يجعل مثل هذه المواقف مادة خصبة لتعميق التوترات وتعزيز الصور النمطية السلبية.

https://anbaaexpress.ma/cakks

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى