في خطوة تعكس تزايد القلق الدولي من التغلغل الصناعي الصيني في البنى الأمنية الحساسة، شرع الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في سحب نحو 700 سيارة صينية الصنع من أيدي ضباط كبار، بعد تحذيرات من إمكانية استخدامها كأدوات غير مباشرة لجمع معلومات عسكرية دقيقة.
القرار، الذي كشفته صحيفة يسرائيل هيوم، جاء بتوجيه من رئيس الأركان، إيال زامير، وأمر بأن تُركن المركبات بعيدًا عن المواقع الاستراتيجية، منعًا لأي احتمال لاختراق إلكتروني أو تجسسي.
هذه السيارات، ومعظمها من طراز Chery Tiggo 8 Pro، كانت قد قُدمت منذ عام 2022 لضباط برتبة مقدم وعقيد ضمن برنامج تجهيزات لوجستية داخل المؤسسة العسكرية.
لكن أجهزة الأمن الإسرائيلية لاحظت أن الأنظمة الذكية المدمجة فيها، كالكاميرات وأجهزة الاستشعار وأنظمة تحديد المواقع، قد تشكل خطرًا محتملًا، إذ يمكنها تسجيل الصوت والصورة ونقل البيانات الجغرافية إلى خوادم خارجية لا تخضع للرقابة المحلية.
ويأتي هذا الإجراء الإسرائيلي في سياق عالمي متصاعد من الشكوك تجاه الذكاء الصناعي المضمَّن في المنتجات الصينية، خصوصًا تلك المرتبطة بقطاع السيارات المتصلة بالإنترنت.
ففي واشنطن، كشفت تقارير صحفية أن الحكومة الأمريكية تخطط لحظر شامل على بيع السيارات التي تحتوي على تكنولوجيا صينية أو روسية اعتبارًا من عام 2029، معتبرة أن هذا النوع من المركبات قد يشكل “بابًا خلفيًا” لجمع معلومات استخباراتية حساسة.
التحقيقات التي أُجريت في غشت الماضي داخل الجيش الإسرائيلي، أظهرت أن بعض المركبات قد تنقل بيانات الموقع في الزمن الفعلي وتلتقط صورًا للمناطق المحيطة، وهو ما دفع المؤسسة العسكرية إلى اتخاذ قرار سريع بتجميد استخدامها في أي منطقة عمليات أو قواعد نشطة.
وقد أُبلغ الضباط بترك سياراتهم في مواقف بعيدة عن المراكز الحساسة، في انتظار مراجعة تقنية شاملة.
