أسطورة التأسيس Mythe Fondateur للدولة الوطنية بالمغرب، في علاقة بـ (الأجداد) البربر/الأمازيغ، لم تكن صياغة وطنية، بل صياغة كولونيالية خالصة على نهج أسطورة التأسيس الفرنسية Nos Ancêtres les Gaulois.
في ضوء الأبحاث الأثرية و الجينية الجديدة (تافوغالت، وادي بهت) يجب مراجعة هذه الأسطورة لأن الثابت، علميا، هو الأصل الحضاري (الحواضر الكبرى، الصنائع، الحرف) و الجيني (فصيلةJ1) المشرقي/الفينيقي.. حان الوقت للفصل بين الحابل الابستملوجي و النابل الإيديولوجي.
على مستوى الأبحاث الأثرية، ففد تم إثبات الأصل الفينيقي في علاقة بالحواضر الكبرى (طنجيس، موغادور، ليكسوس، شالة، وليلي..) و كذلك في علاقة الصنائع و الحرف، و في علاقة بحرف المسند.
على مستوى الأبحاث الجينية، فقد تم إثبات الأصل الفينيقي-المشرقي من خلال توارد فصيلة J1 في الجماجم المكتشفة، و هذا ما دعا عالم وراثة روسي من اكبر متخصصي علم البيولوجيا وجينات الشعوب، Anatole Klyosov (أناتولي كليوسوف) إلى التأكيد على كون الخريطة الجينية الشمال-إفريقية- ضمنها المغربية- مشرقية-فينيقية بنسبة كبيرة لا يخرقها سوى استثناء الأجناس الوافدة على شمال إفريقيا من الجنوب الإفريقي أو الشمال الأوربي.
يجب إعادة الأمور إلى نصابها العلمي، البعيد عن التزييف الإيديولوجي العرقجي-وريث المشروع الفرنك-كولونيالي، اسم (الأمازيغ) كجنس موحد جينيا و سوسيو-ثقافيا، لم يرد في أي وثيقة تؤرخ للمغرب القديم و شمال إفريقيا عامة، بل إن الاسم الرائج هو البربر/الأهالي، و هم أجناس متعددة و مختلفة ولجت المغرب من شماله الأوربي و جنوبه الإفريقي، و جاءت لاحقة للفينيقيين و القرطاجيين (أطروحة عبد الله العروي/مجمل تاريخ المغرب)، و كان حضورها عابرا ضمن موريطانية الطنجية التي لم تستمر أكثر من قرنين، قبل أن يعيد الرومان ربطها بشقيقتها موريطانية القيصرية ضمن الامتداد الإمبراطوري الروماني.
هذه هي السردية التاريخية المؤسسة علميا على البحث الأثري و الجيني، و هي السردية التي يجب أن توجه مبحثنا التاريخي الرسمي، و يجب أن تتحكم في توجيه الخطاب التاريخي المدرسي و الجامعي، بعيدا عن أساطير التأسيس التي روجها الاستعمار الفرنسي بهدف فصل المغرب عن امتداده الحضاري العربي الإسلامي، الذي يمتد من المرحلة الفينيقية السابقة إلى المرحلة العرب-إسلامية اللاحقة.





كمية المغالطات من كاتب هذه التدوينة (حاشا ان يكون هذا مقالا) فضيعة و تنم عن جهل صاحبها بابسط ادبيات البحث العلمي الدقيق. فلا علاقة للفينيقين (J2) بواد بهت لان واد بهت سبق قدوم الفينيقين. كما ان عالم الوراثة الروسي في خريطته الجينية يقول ان الهابلوغوب J1 لا يتعدى تركيزه لدى المغاربة اكثر من 20 بالمئة.
المغالطة و التزييف الإيديولوجي واضحان في هويتك المصرح بها دون ذكر لاسمك، أما المقال فرغم اختصاره انسجاما مع طبيعة التحليل العلمي فهو موثق أكاديميا.
جاء في الدراسة الصادرة عن جامعة كامبردج، عن أبحاث وادي بهت الأثرية، تحديد دقيق للمرحلة المدروسة:
(from phoeniecian to islamic périods P:1)
من المرحلة الفينيقية إلى المرحلة الإسلامية، دون ذكر للمراحل العابرة من موريين لم يتجاوز عمر موريطاني(تهم) الطنجية القرنين، إلى الرومان الذين مروا مرور المستعمرين الغزاة.. سير تقرا و بلا بروباغندا