سياسةمجتمع
أخر الأخبار

عام من الصمت القسري.. بوعلام صنصال يروي ما لم يظهر من كواليس اعتقاله

بعد عام كامل من الحبس الانفرادي داخل سجون الجزائر، خرج الروائي الجزائري بوعلام صنصال ليكشف تفاصيل صادمة عن فترة اعتقاله، مؤكداً أنه مُنع من القراءة والكتابة، ولم يُسمح له سوى بكتب دينية أو نصوص بالعربية، بينما ظل تحت رقابة مشددة داخل جناح يُستخدم عادة للسجناء “الحساسين سياسياً”.

صنصال أكد في حديثه لمجلة لوبوان الفرنسية أنه عاش في عزلة تامة، نُقل خلالها بشكل غامض بين سجون مختلفة ثم إلى مستشفى مصطفى في العاصمة الجزائرية، في خطوة فهم لاحقاً أنها كانت جزءاً من ترتيبات الإفراج عنه.

وأشار إلى أن “زائراً ليلياً” زاره قبل إطلاق سراحه لمحاولة إقناعه بتخفيف حدة مواقفه مقابل الحرية، لكنه رفض بعبارة حاسمة: إذا لم يكن لي الحق في الكلام، فالأفضل أن تبقوني عشرين سنة أخرى.

في برلين، بدا صوته – كما يروي صديقه الكاتب كمال داوود – كما لو أنه خرج من تحت الرماد، يحمل مزيجاً من الهشاشة والعزم.

وافتتح صنصال مرحلة ما بعد الاعتقال بعبارة رمزية: “مرحبا يا فرنسا.. بوعلام يعود، سننتصر”، في إعلان يجمع بين الموقف الأدبي والدلالة السياسية، بعدما تحولت قضيته إلى ملف دبلوماسي شائك بين الجزائر وباريس وبرلين.

مصادر أوروبية تحدثت عن وساطة ألمانية معقدة شارك فيها برلمانيون ودبلوماسيون، وهو ما يفسر اختيار صنصال الامتناع عن كشف تفاصيل الكواليس احتراماً لحساسية الملف.

ويأتي اعتقاله في سياق أوسع من التضييق على الصحافيين والكتّاب والمدونين في الجزائر منذ 2019، وفق تقارير منظمات دولية ترى أن البلاد تشهد تراجعاً في هامش الحريات.

اليوم، وبعد وصوله إلى ألمانيا واستعداد زوجته للحاق به، يستعيد صنصال خيط حياته من جديد، متجهاً نحو باريس خلال أيام، ليعود إلى عالمه الطبيعي: الأدب والنقد والجدل العام.

أما سجنه، فيراه مجرد محاولة لإسكات صوت لم ينجح أحد في إخماده، وصنصال – كما يبدو – يستعد لكتابة شهادته الأخيرة.. لكن هذه المرة بقلمه لا بصوت محاصر خلف الجدران.

https://anbaaexpress.ma/tfmoe

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى