في زيارة تحمل رسائل سياسية واقتصادية متداخلة، شدّد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، خلال جولة عمل بمدينة سبتة، على أن مستقبل المدينة مرتبط بتعزيز التعاون مع المغرب وتحصين مسار الشراكة بين الجانبين.
وأكد أن مدريد ماضية في ترسيخ علاقة “بنّاءة ومسؤولة” مع الرباط، خصوصاً بعد الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء، والذي أعاد توجيه بوصلة العلاقات الثنائية نحو مزيد من الاستقرار والتقارب.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية، أبرز سانشيز أن استراتيجية حكومته في سبتة تقوم على معادلة مزدوجة.. تطوير المدينة من الداخل عبر استثمارات ضخمة، والحفاظ في الوقت نفسه على قنوات حوار فعّالة مع الجوار الجنوبي، معتبراً أن الأمن والتنمية في الضفتين وجهان لسياسة واحدة تقوم على المصالح المشتركة والثقة المتبادلة.
الزيارة، وهي الرابعة لسانشيز منذ توليه رئاسة الحكومة، جاءت لتتوج إطلاق رزمة جديدة من البرامج الاستثمارية، إضافة إلى تفقد عدد من المشاريع التي استكملت أشغالها مؤخراً.
واعتبر سانشيز أن حجم الاستثمارات الموجّهة لسبتة خلال السنوات الأخيرة يمثل “طفرة غير مسبوقة” مقارنة بما عرفته العقود الماضية، سواء في البنيات التحتية أو في تحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية.
ويقرأ مراقبون هذه الزيارة ضمن سياق أوسع يرتبط بمحاولة مدريد تعزيز استقرار سبتة وتحديثها، بالتوازي مع تثبيت التقارب السياسي مع المغرب، بعد فترة توتر انتهت بإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
كما تندرج الزيارة في إطار سعي الحكومة الإسبانية إلى التأكيد بأن مستقبل سبتة لا ينفصل عن محيطها الإقليمي، وأن أي نهضة اقتصادية للمدينة تحتاج إلى شراكة واقعية مع الرباط.
بهذه المقاربة، يبدو أن سانشيز يسعى إلى رسم مسار جديد لسياسة مدريد تجاه مدن الشمال، يقوم على مبدأ “التنمية عبر الانفتاح لا عبر الانغلاق”، بما ينسجم مع التحولات الجيوسياسية الجارية على ضفتي المتوسط.
