أتاح تحديث تقني حديث على منصة X خاصية جديدة تسمح بإظهار المواقع الجغرافية التقريبية
لعدد من الحسابات التي تنشط في قضايا مرتبطة بالمغرب
وهو ما فتح الباب أمام قراءة مختلفة لحركة المحتوى النقدي والموجَّه في الفضاء الرقمي
وكشفت البيانات المتاحة أن نسبة بارزة من الحسابات التي تبث رسائل عدائية
أو تنتقد المغرب بشكل ممنهج تعمل انطلاقًا من الأراضي الجزائرية
في مؤشر يعيد إحياء النقاش حول الدور الذي تلعبه المنصات الرقمية في الصراع الإعلامي بين الجارتين
وحول حجم التنسيق الذي قد يقف خلف بعض الموجات المتكررة من الحملات الافتراضية
ولم يقتصر الأمر على الجغرافيا الإقليمية إذ أظهرت المعطيات وجود مجموعة أخرى من الحسابات التي تتموضع في دولة قطر
وتشمل بعض الشخصيات المثيرة للجدل والمعروفة بمواقفها السياسية الحادة تجاه المغرب
ويضع هذا المعطى تساؤلات حول طبيعة التحالفات الخطابية التي تتقاطع رقمياً رغم اختلاف سياقاتها السياسية
وفي المشهد ذاته برزت مجموعات جديدة تحمل أسماء مرتبطة بـ”جيل زد” وتقدم نفسها كأصوات مغربية شابة
غير أن البيانات التقنية الحديثة بيّنت أن جزءاً من هذه الحسابات يُدار فعلياً من كندا
ما يعزز فرضية وجود شبكات منظمة تعمل على صناعة صورة وهمية لتيارات شبابية افتراضية غير مرتبطة بالواقع الاجتماعي المغربي
وتكشف هذه المؤشرات مجتمعة عن تحول نوعي في فهم الجغرافيا الرقمية للصراع الإعلامي حول المغرب
حيث يتبين أن نسبة معتبرة من المحتوى الذي يبدو في ظاهره محلياً يأتي في الأصل من خارج الحدود
ويطرح ذلك سؤالاً أعمق حول طبيعة الحملات الممنهجة وأهدافها
ومدى تأثيرها على الرأي العام الداخلي خصوصاً في سياق دولي يتزايد فيه الاعتماد على المنصات الرقمية كأداة نفوذ
هذا التطور يسلّط الضوء أيضاً على الحاجة إلى تعزيز الوعي الرقمي
وفهم ديناميات الاختراق المعلوماتي وتطوير أدوات مضادة تُحصّن النقاش الوطني من محاولات التشويش أو التوجيه الخارجي
خاصة مع انتشار تقنيات التخفي والتلاعب بالمواقع الجغرافية التي تجعل من معركة المعلومة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى
