كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن منحت كييف مهلة تنتهي يوم الخميس المقبل للرد على مقترح سلام جديد يهدف لإنهاء الحرب المستمرة مع روسيا، في خطوة تعكس ضغوطاً أمريكية غير مسبوقة على القيادة الأوكرانية للقبول بتسوية قد تغيّر معالم الصراع.
وجاء تصريح ترامب خلال استضافته في برنامج “براين كيلميد شو” على إذاعة “فوكس نيوز”، حيث لمح إلى إمكانية تمديد المهلة في حال حدوث تقدم، لكنه أكد أن الموعد المحدد يظل قائماً حتى إشعار آخر.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست، فإن المقترح الأمريكي يتكون من 28 بنداً تم التوصل إليها خلال محادثات سرية جمعت المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وكبير المفاوضين الروس، ويتطلب الاتفاق موافقة متزامنة لكل من البرلمان الأوكراني والقيادة الروسية.
وتتضمن الخطة تنازلات شديدة الحساسية بالنسبة لكييف، أبرزها التخلي عن السيطرة الكاملة على حوض دونباس لصالح موسكو، رغم أن القوات الأوكرانية ما تزال تحتفظ بما يقارب 12% من الإقليم عبر خطوط دفاعية قائمة. كما تدعو الخطة إلى تقليص الجيش الأوكراني بمقدار النصف، في إطار إعادة هيكلة أمنية شاملة.
مصادر إعلامية مطلعة قالت أن واشنطن لم تكتفِ بالضغط الدبلوماسي، بل لوّحت بوقف إمداد كييف بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة في حال رفضت الحكومة الأوكرانية الانخراط في مسار السلام المقترح، وهو تهديد يعكس ضيق الإدارة الأمريكية من طول أمد الحرب وتكاليفها السياسية والعسكرية.
وعند سؤاله عن تمسك أوكرانيا بأراضٍ تطالب الخطة بالتخلي عنها، قال ترامب إن كييف “ستفقد تلك المناطق عاجلاً أم آجلاً”، معتبراً أنها تخسر مواقع ميدانياً بالفعل، ما يجعل التفاوض بحسب تعبيره الخيار الأكثر واقعية.
ورغم وعود ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2024 بوقف الحرب خلال مدة وجيزة، فإن لقاءاته المتكررة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لم تُفضِ حتى الآن إلى اتفاق نهائي، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي للإفصاح عن “إحباطه” من الطرفين.
وفي سياق آخر، تطرق ترامب إلى الملف الإيراني، مؤكداً أن طهران باتت مستعدة للعودة إلى طاولة التفاوض، ومرجحاً إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة معها.
وأشاد بالاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، معتبراً أن الضربات التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران في يونيو الماضي، خلال الحرب الإيرانية–الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، قلّصت من نفوذ طهران في المنطقة و”أزالت غيمة سوداء عن الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.




