هزّ انفجار قوي عصر اليوم الأحد الضاحية الجنوبية لبيروت، نتيجة غارة شنتها القوات الإسرائيلية، استهدفت قياديًا بارزًا في حزب الله، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأسفرت أيضًا عن إصابة عدد من المدنيين.
وترافق الانفجار مع تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في أجواء المنطقة، في تصعيد جديد بعد أيام من الغارات المتتالية على مواقع للحزب في جنوب لبنان والبقاع.
الغارة استهدفت قياديًا عسكريًا بارزًا في الحزب، في حين أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الهدف المزعوم هو أبو هيثم الطبطبائي (أبو علي الطبطبائي)، الشخص الثاني في حزب الله، وهو ما نفاه الحزب، مؤكداً أن الهدف هو قيادي عسكري وليس كما وصفته تل أبيب.
وتتناقض المعلومات حول إخطار واشنطن بالغارة؛ فذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت واشنطن قبل الهجوم، بينما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي رفيع أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة قبل وقوع الضربة، مؤكداً أن واشنطن علمت بها بعد التنفيذ مباشرة.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد تم استدعاء رئيس الأركان للإشراف على العملية بعد تحديد موقع الهدف في الضاحية الجنوبية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بمواصلة ضرب حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، مؤكدًا أن حكومته ستتصدى لأي محاولات لإعادة بناء القدرات العسكرية للطرفين أو تهديد الأمن الإسرائيلي.
وقال نتنياهو إن الجيش شنّ هذا الأسبوع غارات على أهداف في لبنان، مؤكداً استمراره في العمل لمنع الحزب من ترسيخ قوته.
وخلال الأسبوع الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على مواقع إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله، بينما شهد أمس السبت أحد أكثر الأيام دموية منذ دخول هدنة غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2023، حيث أعلنت السلطات الصحية في القطاع استشهاد 21 شخصًا في غارات إسرائيلية.
في قطاع غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع لحماس بزعم محاولات تسلل عبر الخط الفاصل مع القوات الإسرائيلية، مؤكداً أن قواته أحبطت محاولات المسلحين وقتلت عددًا منهم.
وتبقى التصريحات الإسرائيلية متواصلة حول تهديد حماس وقدرات حزب الله، في وقت تتواصل فيه التداعيات الإنسانية للحرب التي اندلعت بين الطرفين في أكتوبر 2023 وأسفرت عن سقوط أكثر من 69 ألف شهيد في القطاع، بالإضافة إلى 339 حالة وفاة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
الغارة الأخيرة تمثل تصعيدًا خطيرًا في الجنوب اللبناني وتؤكد استمرار التوترات بين إسرائيل وحزب الله رغم اتفاقات الهدنة السابقة في غزة.
كما تعكس العملية صعوبة تحقيق استقرار طويل المدى في المنطقة، إذ تضع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل وحزب الله أمام تحديات دبلوماسية وأمنية كبيرة في إدارة تصعيد محتمل قد يمتد إلى أبعاد إقليمية.




