أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار تسوية قضية الصحراء المغربية، معتبراً أنه ثمرة رؤية استراتيجية بعيدة المدى أرسى دعائمها الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، تقوم على التدرج والوضوح والفاعلية في إدارة هذا الملف المعقد.
وأوضح بوريطة في لقاء تلفزي مع القناة الثانية 2M أن المقاربة الملكية لم تقتصر على العمل داخل الأروقة الأممية، بل شملت أيضاً بناء شبكة من المواقف الدولية الداعمة لمغربية الصحراء، مضيفاً أن الملك محمد السادس استطاع الحفاظ على الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة بمغربية الصحراء الذي صدر خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن هذا الاعتراف ظل قائماً في عهد الرئيس جو بايدن رغم التغييرات التي طالت السياسة الخارجية الأمريكية في ملفات أخرى.
وأشار الوزير إلى أن هذا النجاح لم يكن مجرد صدفة دبلوماسية، بل نتيجة توجيهات ملكية دقيقة جعلت من الاعتراف الأمريكي رافعة استراتيجية لاستقطاب مواقف داعمة من القوى الكبرى المؤثرة في القرار الدولي، مثل إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مؤكداً أن التحول الحاصل اليوم في مواقف هذه الدول يعكس مدى قوة الدبلوماسية المغربية وثباتها في الدفاع عن وحدتها الترابية.
وشدد بوريطة على أن القرار الأممي الجديد يعكس اعترافاً صريحاً بجدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي أصبحت تشكل الإطار الوحيد الواقعي للحل السياسي، مضيفاً أن هذا التوجه الدولي يعزز ما وصفه بـ”الانتصار الدبلوماسي الواضح للمغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس”، الذي استطاع أن يحول هذا الملف من قضية نزاع إقليمي إلى نموذج في إدارة الصراعات وفق منطق الشرعية الدولية والبراغماتية السياسية.




