آراءمنوعات
أخر الأخبار

احك يا شكيب.. أنا الضحية من المسؤول؟

أنا شابة، نشأت في وسط عائلي متوسط الحال، تابعت دراستي الابتدائية والإعدادية بالقرب من حيّنا، وفي مرحلة الجامعة انتقلت لمتابعة دراستي بعيدة عن مسكن والدي.

قطنت بالحي الجامعي، عشت في غرفة رباعية، لكن كنت أعيش في حرج مع بنات كان همهن تحرر وسهرات وجمع المال بعيداً عن رقابة العائلة. نهاية الأسبوع كانت فرصة لهن لتنفيذ مخططاتهن: سهرٌ وتعاطي مخدرات وجنس.

ومع نهاية السنة كنّ يحققن نجاحاً رغم غيابهن المستمر، لأنهن كنّ يربطن علاقات مع بعض الأساتذة الذين كان همهم المتعة وإشباع نزواتهم.

بعد حصولي على شهادة الإجازة طرقت كل الأبواب، منها رغبتي في متابعة دراساتي العليا، رغم قلة ذات اليد، فكانت الأبواب موصدة في وجهي. بحثت عن عمل ولم أفلح في ذلك.

التقيت صديقة جاءت لتقضي العطلة السنوية مع أهلها، تجاذبنا أطراف الحديث، فاقترحت عليّ السفر حيث تقيم في دولة خليجية، وهناك فرص العمل جد متوفرة.

وعدتني بعد عودتها أنها سوف ترسل لي عقد عمل. فرحت بمقترحها، وفاتحت والديّ في الموضوع، فوافقا بعد أن أخبرتهما بالأخلاق العالية التي تتحلى بها صديقتي.

وبعد أقل من شهر توصلت بالدعوة وهيأت ما طلبته مني، وحصلت على التأشيرة، وسافرت وكلي أمل أنني سأكون سعيدة بما سأقدم عليه، حتى أساعد والديّ وأرد لهما بعضاً مما قدما لي من بذل وعطاء.

لكن صدمتي كانت جد قوية، لما وقفت على الحقيقة المرة: صديقتي كانت تدير شبكة للدعارة.

رفضت بداية، ولكن موقفها كان حاسماً: إما القبول، وإما الدخول في سلسلة من المشاكل مبتدؤها سجن وترحيل وتشويه سمعة. وأمام إصراري على الرفض، وإصرارها على القبول، التجأتْ لحيلة وهي تخديري ودعوة زبنائها للعبث بجسدي مقابل مبالغ خيالية. فاستفقت في اليوم الموالي على ضياع شرفي، واستمر الأمر معي لشهور.

وحاولت أن أظهر لها أنني موافقة على طلبها، ولما اطمأنت وأصبحت تثق بي، أصبحت أخرج لشراء أغراض البيت، وكانت هي فرصتي الوحيدة للجوء للسفارة والتبليغ عنها وعن شبكتها.

وعدت لبلدي بعد أن ضاع كل شيء: فقدت شرفي وتبخرت أحلامي، وصدمت وصدم والديّ. بالفعل كنت ضحية وغبية.

https://anbaaexpress.ma/gldev

شكيب مصبير

كاتب وفنان تشكيلي مغربي

تعليق واحد

  1. هناك ضحايا عديدة و مختلفة سواء ضحايا الابتزاز النفسي او الابتزاز المادي لكل منا قصته
    بوركت اخي شكيب و بورك قلمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى