تبرز الأشهر الأخيرة صعود ابتسام حملاوي كواحدة من أكثر الشخصيات حضوراً وتأثيراً في المشهد الجزائري
سواء من خلال مواقعها الرسمية في الهلال الأحمر والمرصد الوطني للمجتمع المدني
أو عبر حضورها الإعلامي المكثف الذي جعلها وجهاً قريباً من دوائر القرار
هذا الصعود السريع أثار نقاشاً واسعاً حول طبيعة نفوذها ودورها داخل المنظومة السياسية
تقرير نشره موقع Rupture الفرنسي وصف حملاوي بـ”المرأة التي تهمس في أذن الرئيس”
مسلّطاً الضوء على مسارها الذي بدأ بتقديم نفسها كطبيبة مختصة في جراحة القلب
رغم أن مسارها الأكاديمي لم يكتمل وفق شهادات زملاء سابقين في مدينة ليل الفرنسية
ورغم ذلك استطاعت ترسيخ صورة إعلامية لشابة طموحة تجمع بين النشاط الميداني والظهور المكثف
لكن خلف هذه الصورة برزت اتهامات أثارت جدلاً واسعاً داخل الجزائر
تتعلق باستغلال النفوذ لإصدار أوامر اعتقال بحق منتقدين لها على مواقع التواصل
بينهم كاتبة مسنّة أُفرج عنها لاحقاً بعد حملة تضامن وموظف في الهلال الأحمر تحدثت شهادات عن تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه
السلطات لم تصدر توضيحات رسمية بشأن هذه الوقائع ما زاد من حدّة الجدل وفتح نقاشاً حول حدود السلطة في الدولة
ويشير التقرير إلى أن شخصية حملاوي تتجاوز أدوار المؤسسات التي تديرها
إذ تمارس تأثيراً أكبر في خلفيات المشهد السياسي حتى وصفها بعض المقربين بأنها قادرة على “تغيير الطقس” في محيط القرار
في تعبير يدل على مدى حضورها داخل الدوائر العليا
ووفق التحليل ذاته فإن حملاوي تمثل نموذجاً لسلطة صاعدة في الجزائر
سلطة تعتمد على القرب والولاء والتأثير الهادئ أكثر مما تعتمد على المسار المؤسسي أو المعايير التقليدية للكفاءة



