آراء
أخر الأخبار

مدينة وجدة.. وتنمية البناء الجماعي الجميل

ها أنا أعود لقلم الكتابة البعيد كل البعد عن الاصطفافات العارضة، المؤقتة، هنا وهناك، كتابات تروم الدفع بالوعي الجماعي للأمام وكفى.

وعي بتثمين المكتسبات وتشجيع المجهودات والنظر للنصف المتلئ من الكأس دوما وأبدا، بعيدا كل البعد عن عوارض ذاتية ترفض وتأبى ربط القلم بظروف شخصية حتى وإن كانت مؤلمة في بعض الأحيان.

مدينة وجدة التي تختزل في وجداننا الخاص الكثير من الذكريات. مدينة الأشغال على قدم وساق. من إعادة هيكلة الطرقات. إلى توسيع المساحات الخضراء والاهتمام بجمالية المشهد الحضري ككل.

حملات التشجير في كل مكان، إحياء نافورات كانت قد جفت منذ سنوات، كل أضحى سمة ممتعة لكل ناظر قريب أو بعيد، توسعة بعض الشوارع، إحداث مساحات خضراء في الكثير من المواضع والمواقع أعادت للأعين الشرية بهجتها. وللأرواح متنفسها الطبيعي في عالم يدافع دوما على سمو البيئة في كل شيء.

ولعل ما يجري وبشهادة لا تقبل التأويل. فالمجهودات ليست مجرد تحسينات هنا وهناك. بل هي صدقية للنوايا. وإعلان غير مكتوب عن انطلاقة جديدة.

كل ذلك وبالمطلق ينتظر فتح فرج تنموي كبير. فرج فتح ميناء مدينة الناظور،، الشيء الذي سيفتح آفاقا اقتصادية واجتماعية وسياحية واعدة ومهمة، ستنعكس لا محالة على ساكنة الجهة الشرقية ككل.

وجد، المدينة الألفية، تستعد لتغيير شامل على ما يبدو، لا عبر التجميل السطحي، بل من خلال بنية تحتية تراهن على المستقبل الواعد. سكك حديدية حديثة مبرمجة في المستقبل القريب، وربط حضري أكثر سلاسة، ومشاريع تنموية تدار بإخلاص من سلطات محلية خدومة ومنتخبين يبدو أنهم هذه المرة يصغون لنبض الساكنة أكثر، مراكز استثنائية جديدة تتوسع باستمرار، جامعة أضحت مركز جذب في كل شيء، بنايات ومشاريع واعدة تشق طريقها وبدون ضجيج، وزد على ذلك كثير.

وفي قلب هذا التحول، لا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي تضطلع به السلطات المحلية والأمنية. فبفضل التنسيق المحكم بين المصالح التقنية والإدارية، تتنفذ الأشغال بوتيرة مدروسة ومحسوبة، مع الحرص على تقليل الإزعاج اليومي للسكان

أما الأجهزة الأمنية، فقد برهنت على جاهزيتها في تنظيم حركة السير، تأمين مواقع الأشغال، وضمان انسيابية الحياة اليومية رغم التحولات الجذرية التي أمست تظهر رويدا رويدا.

ما يلفت الانتباه في هذا التحول ليس فقط حجم الأشغال، بل الروح التي تحرّكها.

هناك طموح جماعي، يكاد ييلمس في نظرات المارة، في حديث التجار، وفي صبر السائقين على التحويلات المؤقتة. وكأن الجميع يراهن على مدينة تستحق تصبح مدينة شرايين الجهة ككل، أن تزار، وأن تجد من يحبها ويقدر نهوضها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي داخليا وخارجيا.

فهيا بنا جميعا.

https://anbaaexpress.ma/xfpfa

منير الحردول

كاتب وباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى